المتابع للسياسة الأميركية وازدواجية معاييرها الإرهابية وتكرار سيناريوهاتها الحمقاء في سورية يدرك حجم التخبط والإفلاس التي وصلت إليه هذه السياسة….
إفلاسها هذا وتخبطها المكرر الذي تحول إلى “دوران في حلقة مفرغة” جاء نتيجة لفشل مشاريعها في سورية وعدم قدرتها على تمرير مخططاتها رغم تلون أساليبها الإرهابية…
فبعد عجزها عسكرياً عن طريق تنظيماتها الإرهابية التي صدّرتها إلى سورية من كافة دول العالم وانتقالها إلى ممارسة الحصار الاقتصادي وممارسة الضغوط في ملف المساعدات الإنسانية وتسييسها لهذا الملف، وصولاً إلى استخدام ذريعة الأسلحة الكيماوية كوسائل ضغط إضافية للشعب السوري، الذي وقف مع قيادته ومبادئه الوطنية في هذه الحرب الإرهابية متعددة الأشكال والألوان، والتي لم يشهد لها التاريخ مثيلاً بقذارتها وعنصريتها وهمجيتها…. وهذا الفشل المتعدد الذي أصاب سياسة الولايات المتحدة الأميركية في سورية جعلها تعتمد على ذيولها الخانعة من حين لآخر، ومنحها دوراً مكملاً لسياستها الإرهابية لممارسة الدور نفسه لزيادة الضغط…
فما يقوم به الاتحاد الأوروبي لا يقل إرهاباً ولا عنصرية عن سيده الأميركي.. مارس إرهاباً موصوفاً بدعمه للإرهاب واشتراكه بتشديد الحصار الجائر وتجييش وسائل إعلامه لفبركة أخبار وممارسة الحرب النفسية على الشعب السوري…
هذا الشعب يدرك أنه يعاقب بلقمة عيشه عن طريق الحصار الاقتصادي الذي حرمه من أساسيات العيش لوقوفه مع قيادته وجيشه ضد هذه المؤامرة الكونية.. ويدرك أيضا أن هذه الضغوط ستزداد في المرحلة القادمة.. خاصة وأن سورية على أبواب مرحلة مهمة واستحقاق دستوري سيرسم ملامح جديدة عبر فبركة أحداث وتسويق الشائعات لخلق بيئة عدم ثقة بين المواطن السوري وقيادته…
أعداء سورية نسوا أو تناسوا بسبب حقدهم الأعمى أن شعبنا ضحى بأعز ما يملك وعاش أحلك الظروف بسبب سياسات هذه الدول الإرهابية، لن يلتفت إلى الوراء و لن تزيده هذه الضغوط إلا قوة وإصراراً لمواجهة مشاريعهم وخططهم الخبيثة التي تدار في غرف الصهيونية العالمية السوداء المدعومة والممولة من مشيخات النفط….
هذه المشيخات المتآمرة تستثمر مليارات الدولارات في الكيان الصهيوني والولايات المتحدة الأميركية… بينما يستثمر مليارات أيضا لتمويل ودعم الإرهاب في سورية ودول المنطقة مقابل حماية عروشهم “الهشة” وتشارك في دعم الإرهاب الاقتصادي ضد سورية وهي التي كانت على الدوام “بيتاً” جامعاً لهم جميعاً…
سورية تمكنت غير مرة من تجاوز آثار الحصار ومن يراجع التاريخ يدرك هذه الحقيقة… وكانت تنهض لتصبح أقوى.
شعبان أحمد