الثورة أون لاين – غصون سليمان:
كانت ومازالت الطفولة السورية تحت مجهر الرعاية والاهتمام رغم كل مامر عليها وجميع بنى ومؤسسات الوطن من ويلات نتيجة الحرب الظالمة التي أوقفت العديد من مشاريع نهوضها وتقدمها.
إلا أن العقل السوري المبدع والخبرات الوطنية الخلاقة كانت حافزا ومشجعا للعمل وفتح آفاق النجاح نحو الانجاز والتقدم على مستوى المسؤولية الوطنية والتربوية والاجتماعية.
و انطلاقاً من ذلك كانت رسالة المركز الإقليمي للطفولة المبكرة الذي عمل بكامل فريق أعضائه وبدعم مباشر من وزارة التربية على مواكبة المستجدات وإرساء المعارف وبناء التوجهات، وتعزيز القدرات وتطوير الإمكانيات، لدى مقدمي الرعاية،حيث تبرز أهمية الرسالة السامية التي اعتمدت على الرؤية المستقبلية للمركز في النهوض بواقع الطفولة المبكرة.
من هنا تأتي أهمية إطلاق المركز لإصداراته منذ العام ٢٠١٧ ولغاية ٢٠٢٠ برعاية وزارة التربية وبالتعاون مع مؤسسة الآغا خان للتنمية في العاشر من الشهر الحالي.
فقد وصّفت كفاح حداد مديرة المركز الاقليمي للطفولة المبكرة هذا الانجاز التربوي المعرفي، كما فرحة الفلاح حين يجني محاصيله الموسمية، وفرحة الطبيب حين ينجح بإجراء عملية صعبة ومعقدة، وكذلك الكاتب حين ينهي روايته في زمن قياسي، هي نفسها الفرحة التي غمرت لجان المركز التي عملت على إثراء محتوى منشورات المركز في نظرة معمقة للبناء وأهمية الوعي المجتمعي في إدراكه لحساسية هذه المرحلة العمرية في حياة الإنسان.
فقد كان المجتمع المحلي وفق ما ذكرته حداد من أكثر الفئات المستهدفة بالعمل ومن المشاركين ايضاً في بعض اصداراته وذلك تنفيذا لمهام المركز الإقليمي لتنمية الطفولة المبكرة والواردة في مرسوم احداثه والمتعلقة بتعريف الأدلة واعداد الحقائب التدريبية والكتيبات الإرشادية والنشاطات التوعوية وكل ما يساهم في تطوير عمل مقدمي الرعاية، من هنا تأتي اهمية اطلاق المركز لذلك، مؤكدةً أن الموارد الاكاديمية هي مرجع مهم لتدريب الأطر العاملة في مجال الطفولة المبكرة وان التشاركية في العمل هي عنوان لنوافذ وفرص عديدة في المركز ومشرعة دوما لشراكات حقيقية بناءة لان الجميع معني بواقع الطفولة السورية التي تستحق كل الاهتمام والرعاية.
وبالمقابل لا يخفى على أحد دور وزارة التربية في إنجاح عمل المركز من خلال المتابعة المستمرة لكل ما يتعلق بحاجاته وضروراته التعليمية. فقد كانت سياسة الدولة أن يدخل التعليم ما قبل الصف الأول إلى سلم التعليم الأساسي وفق ما أشار إليه وزير التربية إلاٌ أن ظروف الحرب العدوانية على سورية أعاقت عملية التعليم بشكلٍ عام، وأوقفت هذا المشروع الكبير ، وكان لابد من تعويضه عن طريق المركز الاقليمي بجميع جهوده وعامليه المخلصين بديلاً لهذه التجربة حيث لوحظ الازدياد الكبير لعدد الغرف الصفية.
وبالتالي عندما تستعيد سورية عافيتها ستكون هذه المرحلة هي جزء من مرحلة التعليم الأساسي على اعتبار أن المرحلة العمرية للطفولة المبكرة هي التي تتكون فيها القيم الإنسانية ويستطيع فيها المتعلم ان يحدد سلوكياته من خلال الاهتمام بشخصية المتعلم.
وتلحظ وزارة التربية أن هناك معاناة عندما يأتي طلاب الصف الأول الذين يظهر التفاوت الكبير بين من كانوا بمرحلة الطفولة المبكرة و يخضعون لتدريبات وتأهيل ومهارات مختلفة، وبين من أتوا مباشرة إلى الصف الأول ولم يكن لهم تجربة سابقة.. لذلك كله يجري العمل على ردم هذه الفجوة حالياً عن طريق المركز الاقليمي للطفولة المبكرة.
من جانب آخر يشار إلى أن مؤسسة الآغا خان للتنمية تساهم بتقديم الدعم الكبير بموجب مذكرات التفاهم مع وزارة التربية لتنفيذ العديد من الأنشطة في المجال التربوي ،بهدف المساهمة مع الجهود الحكومية الرامية الى تحسين البيئة المدرسية ،وقدرات الكادر الإداري والتدريسي،وتحسين نوعية الخدمات المقدمة للأطفال في مرحلة الرياض، مع مراعاة خصوصية الطفل السوري وهويته الثقافية.
يذكر أن الإصدارات الأكاديمية للمركز تضمنت :بطاقات تقييم طفل الروضة للأعمار من( 3 إلى 5 ) سنوات
وصحيفة الطفل لمرحلة الروضة من ( 3 إلى 5 ) سنوات
– كتيب حمل عنوان كيف أتعامل مع طفلي في الروضة ، وبطاقة تقييم عمل المربية في الروضة.
حقيبة تدريبية للجزء العلمي و التدريبي
إضافة إلى دليل المهارات لمرحلة الطفولة المبكرة ، و الدليل التدريبي على حقوق الطفل ، مع كتيب أنشطة لغير المختصين.