تعكس تصريحات وممارسات أطراف الإرهاب على الأرض، حالة العجز والتخبط التي باتت تعتري منظومة الإرهاب بشكل عام إلى درجة أضحى فيها الهروب إلى الأمام هو السمة المميزة لتك الأطراف، ولاسيما الأميركي والأوروبي اللذان يدفعان بالأمور نحو التصعيد الكارثي.
لقد بات واضحاً أن الولايات المتحدة ومن خلفها الاتحاد الأوروبي والكيان الصهيوني يسيرون في اتجاه واحد نحو الإصرار على العبث بقواعد ومعادلات المشهد، لكن الأمر الذي يصر أولئك على تجاهله، هو أن التحولات والمتغيرات التي عصفت بالمشهد قد غيرت وقلبت الكثير من الإستراتيجيات التي بنت عليها تلك الأطراف طموحاتها وأوهامها وحساباتها السياسية والإستراتيجية.
في دلالات الهستيريا الأميركية والغربية والإسرائيلية ثمة اندفاعة ونزعة واضحة لتحسين المواقع خلال المرحلة المقبلة، وخاصة أن تلك الأطراف باتت على قناعة تامة بأنها قد دخلت في حالة من الارتباك الإستراتيجي الذي أصبح يلفها من كل الجهات، والذي تجلى بشكل واضح خلال الأيام القليلة الماضية من خلال التصعيد الممنهج والحرب الإعلامية التي بدأت بضخ واختلاق الأكاذيب والشائعات واستحضار الخيارات والأوراق المحروقة كعوامل داعمة لتصعيدها الميداني على مختلف الجبهات.
على ذات الضفة، فإن الممارسات الإرهابية التي لاتزال تقوم بها التنظيمات الإرهابية، ولاسيما ميليشيا (قسد) المدعومة من قوات الاحتلال الأميركي، ومرتزقة الاحتلال التركي، لم تعد تعكس حالة الإفلاس والإخفاق المفرطة التي تعتري تلك التنظيمات الإرهابية فحسب، بل باتت تعكس حالة التخبط النفسي والسيكولوجي الذي تسيطر على أولئك القتلة والإرهابيين الذين تحكمهم وتقودهم عقيدة الإجرام والإرهاب لتحقيق أوهامهم وطموحاتهم المستحيلة.
التماهي بين أطراف الإرهاب وأدواته لم يعد في الطموحات والأهداف والجرائم فقط، بل بات أيضاً في الجري السريع نحو الإصرار على الغرق في مستنقعات الوهم والهزيمة والإخفاق.
حدث وتعليق- فؤاد الوادي