“قيصر”.. إرهاب تحت مسميات القوانين الزائفة

الثورة أون لاين – فؤاد الوادي:

تبدو (التجربة) الأميركية المريرة في التعاطي مع الحريات والديمقراطيات والادعاء بحمايتها والدفاع عنها مثيرة للسخرية والاشمئزاز في آن معاً، ليس لأنها سريالية جدا ولا تمت للواقع بشيء، بل لأنها لاتزال تحوز على إعجاب البعض من دول العالم، لاسيما الدول التي تتدثر العباءة الأميركية، وهنا المفارقة المحزنة إلى حدود الفجيعة والقطيعة مع الواقع الذي يرسم ويجسد الحقيقة من دون تشويه وتزييف، وعبث أميركي كان ولايزال يستهدف حواملها وطمسها واقتلاعها من جذورها.
الملفت في كل الاستراتيجيات الأميركية، أنها كانت ترفع شعار (الدفاع عن حقوق الإنسان)، بينما تقوم على الأرض بفعل عكس ذلك تماماً، فهي الدولة الأكثر انتهاكاً لحقوق الإنسان، وهي الدولة الأكثر إرهاباً وإجراماً وقتلاً للأبرياء من فجر التاريخ وحتى يومنا هذا، حيث تجاوز عدد ضحايا مجازرها الجماعية في أنحاء عديدة من العالم عشرات الملايين، وفي كل مرة كانت تعيد إنتاج وتسويق وتصدير نفس الشعارات والأكاذيب والمبررات للقتل والإجرام وانتهاكات حقوق الإنسان.
ضمن هذا السياق، لا يحق للولايات المتحدة وتحت أي عنوان كان أن تتربع على عرش العدالة لتحاسب وتجلد وتفرض عقوبات وقوانين لمحاسبة الدول التي تعارض مشاريعها الاستعمارية والاحتلالية، ليس لأنها لا تمثل إلا نفسها فحسب، بل لأنها المجرم والإرهابي الأول في العالم الذي يستحق العقاب والمساءلة القانونية أمام المجتمع الدولي عن الجرائم والمجازر والانتهاكات التي ارتكبتها بحق الإنسانية جمعاء، بدءا من الجرائم التي ارتكبتها بحق الهنود الحمر أصحاب الأرض الحقيقيين، ومروراً بجرائمها ومجازرها في كل الدول التي طالها الطغيان وجموح الغطرسة الأميركية.
ما يسمى بـ “قانون قيصر” الذي فرضته الولايات المتحدة على الشعب السوري لحصاره وخنقه وتجويعه، هو جزء من الملهاة الأميركية المتواصلة التي لا تكترث لأنين الشعوب جراء السياسات الأميركية الهدامة، وهو امتداد للمحاولات الأميركية للضغط على الدولة السورية، لكنه لا يغفل حقيقة إفلاس واشنطن على الأرض، ذلك أن لجوء واشنطن إلى خيار العقوبات الاقتصادية، يعني أنها فشلت في باقي الخيارات العدوانية الأخرى وفي مقدمتها الخيار العسكري، وما يؤكد ذلك، فشلها خلال سنوات الحرب الماضية بتحقيق أي أجندة عسكرية تقلب المعادلات والموازين وتغير القواعد المرتسمة على الأرض برغم وجودها العسكري غير الشرعي على الأرض ليس في سورية وحدها بل على جغرافيا المنطقة ككل.
لقد تشكلت قناعة تامة عند أصحاب القرار الاستراتيجي داخل أميركا بما فيها الدولة العميقة باستحالة امتلاك مفاتيح المنطقة، في ظل وجود القوى الفاعلة والمؤثرة في المشهد الإقليمي والدولي، وهذا ما دفعها إلى اللجوء إلى خيار الحرب الناعمة والحروب بالوكالة عبر التهديد والضغط والحصار وفرض العقوبات الاقتصادية التي تندرج تحت عنوان استراتيجية (القتل البطيء).
العقوبات الأميركية الجائرة على الشعب السوري، ما هي إلا تجسيد للهزيمة الأميركية في سورية والمنطقة، وهذا بالإضافة إلى كونها غير شرعية وغير قانونية ولا إنسانية ولا أخلاقية، وتكشف تجاوز الإدارة الأمريكية لكل القوانين والأعراف الدولية بوصفها جريمة ضد الإنسانية وانتهاكا فاضحا للقانون الدولي بشقيه الإنساني والسياسي لكونها اعتداء على سيادة الدول وخرقا سافرا لأبسط حقوق الإنسان واستهدافا مباشرا له في حياته ولقمة عيشه.

آخر الأخبار
الدواء السوري يعود إلى الواجهة   دعم منظومة مياه الشرب في بصرى الشام بدرعا   مسؤول أممي: إعمار سوريا ضرورة لاستقرار المنطقة الذهب والمعادن الثمينة.. فرصة لتعميق التعاون بين سوريا وأذربيجان أول سفير تركي في دمشق منذ 2012 ..ترسيخ للعلاقات والتعاون الاستراتيجي بمشاركة 50 صناعياً.. انطلاق معرض خان الحرير للألبسة الرجالية في حلب بحث تعزيز التعاون بين جامعة حلب ومنظمة "إيكاردا" و "السورية للبريد" هاكان فيدان يعيّن نُوح يلماز سفيراً لتركيا في سوريا "المؤتمر الطبي الأوروبي العربي الأول".. شراكة للعلم والحياة قطر وباكستان تجددان دعمهما لوحدة وسيادة سوريا الأمم المتحدة: 300 ألف لاجئ سوري عادوا من لبنان إلى وطنهم منذ مطلع 2025 وزير التعليم العالي: سوريا تنهض بالعلم من جديد وتستعيد مكانتها الطبية في العالم مايك بومبيو: أحمد الشرع هو “الرهان الأفضل” لمستقبل سوريا والمنطقة مئة يوم على اختفاء "حمزة العمارين" في السويداء ومطالب حقوقية بكشف مصيره أسعار المدافىء في حلب تحول بين المواطن ودفئها.. والغلَبة للبرد..!   وفد إعلامي سوري يختتم زيارة إلى قطر لتعزيز التعاون الإعلامي بيروت تُعين هنري قسطون سفيراً لها في سوريا قطاع الكهرباء.. فرص واعدة وتحديات قائمة  بدعم من اليونسكو.. تدريب إعلامي يعزز التغطية المحايدة الدكتور عبد الحكيم المصري: ممارسات "الفلول" تهدف لعرقلة جهود النهوض