الثورة أون لاين – حسين صقر:
لم يقتصر فيلم أنت جريح الذي عُرض في دار الأوبرا، على إعطاء نموذج عن القصص و الملاحم البطولية التي خاضها جيشنا الباسل في معارك الشرف ضد الإرهابيين، إنما صور حالات إنسانية كثيرة تزامنت مع السير الرشيق للأحداث، الصداقة ..رفقة السلاح..الأمومة ..التضحية..إكرام الضيف..والعلاقات الطيبة التي يعيشها السوريون على امتداد ربوع وطننا الغالي، وكذلك المشاعر المتبادلة التي تربوا عليها رغم الآلام والأحزان، لأن عدوهم واحد وقضيتهم أيضاً، والهدف الذي يستبسلون من أجله، حتى تنظيف البلاد من رجس الإرهاب التكفيري.
الفيلم سلط الضوء على الأم التي تنتظر ولدها على أحر من الجمر، وحبها له لا يقل أبداً عن حبها للوطن، فهي تعلم تماماً أن قوافل الشهداء السائرة في موكب التحرير يمكن أن ينضم لها ولدها في رمشة عين، لكن نداء الواجب أسمى الغايات كي يبقى الوطن حراً وعلمه شامخاً، يتسع للجميع، وهذا ما أظهره الكاتب، بأن تلك الأم التي انفطر قلبها على فراق ولدها، مستعدة للتسامح فيما لو عرف المغررون خطأهم وتراجعوا عن الطريق الذي يسيرون فيه على عماها.
الفيلم صور الأخت والحبيبة، والأخ المصاب، ذلك الشهيد الحي، الذي مازال هناك من يقدر دوره وأهميته وعظمة تضحيته، وأن من يحبه فعلاً لن يتركه وحيداً في مواجهة هذه الحياة، والفيلم صور أيضاً وفاء رفيق السلاح لزميله، متجاوزاً دقات قلبه وحبه وميله للفتاة التي طالما يبحث عنها، وظن أنه وجدها كرفيقة للأرض والبحر وقلبه معاً..
لم يغفل الفيلم أن المهمة التي يؤديها الجندي البطل وصده لهجوم الإرهابيين ومواجهته الملحمية، تنتهي بانتهاء مهمته، لأن لكل دوره وعمله في معالجة الأمر، لأن الباب مازال مفتوحاً للرجوع عن الخطأ..
ولأن أي عمل لا يكتمل، وتبقى بعض الصور فيه ناقصة، ربما كانت هناك بعض الملاحظات، كبيئة العمل التي لم تكن واضحة، وبعض الإطالة في تكرار المشاهد التي أفقدت الفرصة لمشاهد أخرى كان من الممكن توظيفها لخدمة العمل..
قد تكون الصورة السينمائية أكثر تأثيراً من العمل التلفزيوني، ولهذا عشنا تفاصيل الفيلم لنحو مدة ساعتين ممتعتين، سافرنا خلالها في فضاءاته متنقلين بين المناطق التي تم فيها تصويره.