الثورة أون لاين – بقلم مدير التحرير أحمد حمادة:
من راقب في الآونة الأخيرة تصعيد منظومة العدوان لمواقفها السياسية ضد سورية، وتشديد حصارها عليها، واستثمار أوسع في الإرهاب على أراضيها، يدرك تماماً أن هذه المنظومة قد أفلست تماماً، ولذلك فإنها كثفت إيعازاتها للكيان الإسرائيلي لإتمام مخططاتها الاستعمارية الشريرة، الذي لا يكاد يفرغ من عدوان عسكري على السوريين حتى يعدّ العدة لآخر.
ولهذا لم يكن العدوان الإسرائيلي الأخير إلا حلقة في سلسلة الاعتداءات التي أوكلت منظومة العدوان مهمتها لهذا الكيان المارق، ورغم أن دفاعاتنا الجوية تدمر في كل مرة صواريخه الخائبة، ورغم أن حكامه وجنرالاته أيضاً يدركون جيداً أن القوة الجوية السورية تؤكد كفاءة عالية وقدرة على تدمير الأهداف المعادية عبر استخدام أعقد أنواع التقانة العسكرية في زمن اشتباك لا تتجاوز فيه دورة المعركة عدة ثوان كما يقول الخبراء العسكريون، إلا أن جنرالات هذا الكيان وإرهابييه ماضون في المهمة التي أوكلها لهم أقطاب منظومة العدوان في واشنطن.
لماذا المضي بمهمة العدوان إذاً رغم فشل كل حلقاتها؟ لأنهم يريدون إعطاء جرعات من الدعم الإضافي لإرهابييهم المنهارين، ولأنهم يحاولون إنهاك الجيش العربي السوري ويرغبون بتدمير أقصى ما يمكن تدميره من مواقعه العسكرية، ولأنهم يريدون فرض املاءاتهم وشروطهم على الدولة السورية والانصياع لمشروع الهيمنة الأميركي على المنطقة برمتها.
ولأنهم يريدون رسم خريطة سورية وتفتيتها وتجزئتها كما تشتهي سفنهم العدوانية، وبما يخرج سورية من معادلة الصراع العربي الإسرائيلي، ولأنهم يريدون تمرير صفقة القرن التي ترسم لطي حقوق الشعب الفلسطيني من القاموس السياسي وشطب دولته نهائياً، ولأنهم يريدون استثمار العدوان في مآزقهم الداخلية.
ولأنهم يريدون تدوير تنظيم “داعش” المتطرف، وإعادة إنتاج التنظيمات المتطرفة التي تنشر الإرهاب والفوضى الهدامة في سورية بعد فشل مخططاتهم الاستعمارية، ولأنهم يريدون عرقلة تقدم الجيش العربي السوري في تحرير أرضه، وكي يحرفوا الأنظار عن احتلال قوات أميركا الغازية للأراضي السورية وعن جريمتها في سرقة النفط وبناء القواعد العسكرية الجديدة غير الشرعية، ناهيك عن حرف الأنظار عن عربدة الكيان الصهيوني في المنطقة برمتها.
لكل هذا يستمر عدوانهم الغادر على سورية، ولتحقيق هذه الأهداف بمجملها يكرسون استراتيجياتهم العدوانية، دون أن يدركوا أنهم خابوا طوال عشر سنوات خلت، وستخيب مخططاتهم وعدوانهم الآن ومستقبلاً لأن السوريين أصحاب الأرض والحق والإرادة والعزيمة مصممون على طي صفحة الإرهاب وتحقيق النصر النهائي على مخططاتهم الشريرة مهما كلفهم ذلك من تضحيات.