بايدن المخادع.. منطق القوة الغاشمة لن يعيد الهيبة لأميركا

 

تدفع الولايات المتحدة بقيادة بايدن نحو تسخين الأوضاع على الساحة الدولية، وهذا من شأنه وضع حالة التوتر السائدة على حافة الانفجار، نلاحظ ذلك من خلال التصعيد الأميركي غير المسبوق ضد روسيا، وسبق ذلك تجاه كل من إيران والصين، فضلاً عما تخطط له الإدارة الجديدة لتفجير المنطقة بموروث الإرهاب الداعشي الذي تسعى لنفخ الروح فيه مجدداً، عدا عن إعادة هيكلة أذرعها الإرهابية في سورية، والتمهيد لفرض مرحلة أشد قساوة على الشعب السوري لمحاولة منعه من إنجاز استحقاقاته الدستورية القادمة.
أثناء تولي بايدن مقاليد السلطة، حاول الظهور أمام العالم بشخصية “الحكيم والعقلاني”، وزعم أنه سيعمل على محو وصمة العار السياسية والأخلاقية والإنسانية التي خلفها ترامب، وأنه سيعيد الكرامة المهدورة للبيت الأبيض، على إثر الخراب والتدمير الذي أصاب العلاقات الدولية بفعل سياسة سلفه المهزوم، ولكن ما يتضح اليوم أن بايدن يقتفي أثر السياسة “الترامبية”، ويستكملها من حيث النقطة التي وصلت إليها، سعياً وراء فرض سياسة الهيمنة الاستعمارية التي تلهث الولايات المتحدة لإعادة تكريسها على الساحة الدولية بعدما فقدت مكانها القيادي، وباتت محشورة في زاوية المنافسات الخاسرة على صعيد النفوذ العالمي، لاسيما بعد أن حطمت بسياساتها الخارجية كل المعايير الأخلاقية والإنسانية والقانونية التي تحكم مسار العلاقات الدولية.
خلافاً لما راهن عليه البعض لجهة إمكانية أن تغير الولايات المتحدة سياساتها الخاطئة، فإن بايدن سرعان ما أزاح قناعه الانتخابي ومزق الصورة الوردية التي ضلل بها الكثيرين، حتى أن سلوكياته الأخلاقية بدت أكثر انحداراً من سلفه ترامب، هو تجاوز كل الأعراف الدبلوماسية بهجومه المتغطرس على نظيره الروسي فلاديمير بوتين، الذي رد عليه بتمني الشفاء والعافية له، وهذا له مغزى واضحاً، حيث الصحة العقلية لرئيس دولة تعد عظمى أمر أكثر من ضروري لتجنيب العالم المزيد من الكوارث السياسية والعسكرية، وعندما يتهرب هذا الرئيس من حوار يجري على الهواء مباشرة من أجل مصلحة العالم، فهذا دليل عجز وإفلاس سياسي، فمن يراهن على منطق القوة الغاشمة بدل قوة المنطق، هو حتماً لا يمتلك إرادة سياسية كافية لإعادة بناء العلاقات الدولية عبر دبلوماسية الحوار كما سبق وادعى خلال خطابه الأول بعد توليه سدة الحكم.
قد يقول البعض إن سياسة التصعيد العشوائي التي تنتهجها إدارة بايدن على أكثر من جبهة دولية ( سورية، روسيا، الصين، إيران) هي لإعلاء سقوف التفاوض لحل الأزمات الدولية، ولكن بالحقيقة إن هذا التصعيد هو لإغلاق أبواب الحوار والتفاهم، فهذه الإدارة كسابقاتها لن تتخلى طوعاً عن سياسة الهيمنة والبلطجة الدولية، ربما تجنح بشكل قسري نحو الدبلوماسية والحوار عندما تصطدم فعلياً بجدار توازنات القوة التي باتت تفرضها الدول الصاعدة على المسرح العالمي، وعندها فقط سيدرك بايدن أن سياسة الخداع والتضليل المترافقة مع نهج العربدة المستندة على فرط القوة الغاشمة، لن يكون لها مكان في النظام العالمي الجديد الذي يتولد ويتسارع نموه اليوم.

نبض الحدث- بقلم أمين التحرير ناصر منذر

آخر الأخبار
بانة العابد تفوز بجائزة السلام الدولية للأطفال 2025   لبنانيون يشاركون في حملة " فجر القصير"  بحمص  ابتكارات طلابية تحاكي سوق العمل في معرض تقاني دمشق  الخارجية تدين زيارة نتنياهو للجنوب السوري وتعتبرها انتهاكاً للسيادة  مندوب سوريا من مجلس الأمن: إسرائيل تؤجج الأوضاع وتضرب السلم الأهلي  الرئيس الشرع يضع تحديات القطاع المصرفي على الطاولة نوح يلماز يتولى منصب سفير تركيا في دمشق لأول مرة منذ 13 عاماً  الجيش السوري.. تحديات التأسيس ومآلات الاندماج في المشهد العسكري بين الاستثمار والجيوبوليتيك: مستقبل سوريا بعد رفع العقوبات الأميركية الأولمبي بعد معسكر الأردن يتطلع لآسيا بثقة جنوب سوريا.. هل تتحول الدوريات الروسية إلى ضمانة أمنية؟ "ميتا" ساحة معركة رقمية استغلها "داعش" في حملة ممنهجة ضد سوريا 600 رأس غنم لدعم مربي الماشية في عندان وحيان بريف حلب من الرياض إلى واشنطن تحول دراماتيكي: كيف غيرت السعودية الموقف الأميركي من سوريا؟ مصفاة حمص إلى الفرقلس خلال 3 سنوات... مشروع بطاقة 150 ألف برميل يومياً غياب الخدمات والدعم يواجهان العائدين إلى القصير في حمص تأهيل شامل يعيد الحياة لسوق السمك في اللاذقية دمشق.. تحت ضوء الإشارة البانورامية الجديدة منحة النفط السعودية تشغل مصفاة بانياس لأكثر من شهر مذكرة تفاهم مع شركتين أميركيتين.. ملامح تحول في إنتاج الغاز