الثورة أون لاين – لميس عودة:
ما بين الإرهاب المنظم والفظائع الوحشية المرتكبة بحق أهلنا في الجزيرة، وبين السرقة الموصوفة للنفط السوري ونهب محاصيل الأقماح، تمعن واشنطن في ممارسة طقوس عربدتها العدوانية على مرأى المجتمع الدولي، الذي يشاهد الممارسات الإجرامية والتعديات الصارخة التي لم يعد يحجبها غربال ادعاءات كاذبة، وصمت مطبق عن إدانة المجرمين المارقين على القوانين الدولية كون جميع منظماته مكبلة بقيود الهيمنة الأميركية.
في كل يوم تؤكد المشاهد والأدلة القادمة من المنطقة الشرقية حجم الإرهاب الأميركي العلني الممارس بحق السوريين ومقدراتهم وممتلكاتهم، وليس آخرها إخراج المحتل الأميركي اليوم أرتال شاحنات محملة بالمحاصيل السورية المنهوبة وتهريبها إلى قواعده الاحتلالية في شمال العراق، وهنا لا نستغرب ما تقوم به الولايات المتحدة الأميركية من أفعال مارقة على القانون الدولي، ولا تفاجئنا طرق بلطجتها المتبعة فهي سمة متأصلة في عقلية الإدارات الأميركية المتعاقبة لإشباع جشعها والسطو على مقدرات الدول وثرواتها، ففي العرف الأميركي الغايات القذرة تبيح كل المحظورات لتحقيق المصالح والأطماع وجني المكتسبات.
ما تقوم به واشنطن وأدوات إرهابها من جرائم وسرقات وتضييق متعمد على سبل حياة أهلنا في الجزيرة السورية، هو دوران في حلقات مفرغة، فلن تحصّل من نهب المقدرات السورية سوى صفة السارق اللص، ولن تجني إلا الخيبةْ الميدانية، فالأرض السورية محرقة أوهامها ومكوثها الاحتلالي هو على فوهة بركان مقاومة أهلنا في الجزيرة ولن يطول مداه الزمني.
تلعب واشنطن على حبال مواصلة الاستثمار بالإرهاب لإطالة أمد الحرب بما يحقق لها مصالحها الاستعمارية في نهب مقدرات السوريين، وقد تكشفت للملأ الدولي حقيقة أطماعها، ولكنها سرعان ما ستدرك أن وجودها الاحتلالي لن يدوم طويلا، فالسوريون هم أصحاب الأرض ويرفضون الوجود الاستعماري للغزاة والمحتلين، ولن يستكينوا عن الذود عن وحدة أراضيهم وترابط جغرافيتها، ولن تفتر عزيمتهم عن مقارعة المحتلين، ولا نبالغ إن قلنا إن كل طرق أميركا الالتفافية والملتوية لتمرير خبث المقاصد وقبح الغايات لن تودي بها وبأدواتها الوظيفية إلا إلى هاوية الهزيمة ومنحدرات الفشل, فهم يطاردون الأوهام، والميدان السوري يصنع الحقائق الساطعة.