الثورة أون لاين – ريم صالح:
ألم تمل الأنظمة الغربية المأزومة من نسج افتراءاتها وأكاذيبها حول سورية على نول المنظمات الأممية ومؤسساتها المسيسة؟، ألم تتعب بعد من محاولاتها المستميتة لاستصدار أي قرار يدين الدولة السورية، وذلك استناداً إلى الكم الهائل من التقارير الملفقة، والروايات الهوليودية التي يتم إنتاجها في غرف الاستخبارات البنتاغونية؟.
كثيرة هي المرات التي قدمت بها الأنظمة الاستعمارية المارقة مشاريع قرارات باطلة، وغير شرعية، محاولة بها استهداف الدولة السورية، سواء أكان ذلك في مجلس الأمن، أم مجلس حقوق الإنسان، ولكنها كانت في كل مرة تعود بخفي حنين، كيف لا والحق السوري أقوى من أن يحجب بغربال المتآمرين مهما بالغوا في افتراءاتهم.
مشروع القرار البريطاني الأخير الذي يعتمد لغة التحريض ضد مؤسسات الدولة السورية، ويتعمد تغييب الحقائق لم يكن المشروع الأول الذي حاول به معسكر المعتدين استهداف سورية، بل قد سبقه الكثير من المشاريع، ولكنه إن دل على شيء، فهو إنما يدل على هول ما وصلت إليه تلك الدول الاستعمارية من دونية إنسانية، وأخلاقية، وقانونية، فهي تحاول إنقاذ ما أمكن من إرهابييها على الأراضي السورية، كما أنها تحاول التعمية عن جرائم أولئك التكفيريين عبر إلصاق التهم الباطلة بالحكومة السورية، دون أن ننسى أيضاً أنها تسعى من خلال ذلك إلى إيجاد متنفس لها ينتشلها من مستنقع فشلها المدوي، فهي كلما انحشرت في خانة السقوط الميداني، نراها سرعان ما تهرول باتجاه التصعيد الدبلوماسي، وتحديداً على منابر الأمم المتحدة، ومجالسها المنقادة أميركياً، والمسيسة صهيونياً.
المؤكد لنا جميعاً أنه لا يحق لمن يقتل السوريين، ويساومهم بلقمة عيشهم، ويشهر في وجههم سلاح التجويع، والتعطيش، ويحرمهم من الدواء الذي يحتاجونه، ويستمر بخنقهم بحبال العقوبات القسرية الجائرة أحادية الجانب، أن يأتي ويتحدث عن حقوقهم، ليس هذا فحسب، بل وأن يقدم مشروع قرار غير منطقي، وغير متوازن في مجلس حقوق الإنسان، ليكمل به ما رُسم سلفاً من حلقات استهداف سورية المنظم والممنهج.
سورية ليست وحيدة في حربها ضد الإرهاب الكوني، ومشغليه، والمستثمرين فيه، وسواء في الميدان، أم على طاولة السياسة الدولية، فكان للدول الصديقة والحليفة موقف مشرف وقوي، لجهة إحقاق الحق السوري، وتفنيد كل المزاعم الغربية الملفقة، فلا الحصار، ولا العقوبات، ولا الإرهاب، ولا مشاريع القرارات المسيسة، ستؤثر على صمود السوريين أو استبسال بواسل حماة الديار.