الثورة أون لاين – سلوى الديب:
من آثار الحرب العدوانية التي استهدفت الشعب السوري وصموده، النيل من أمنه وأمانه، وكافة جوانب حياته، ومن مفرزاتها تعطل الحركة الثقافية، فكان لنا وقفة مع رئيس فرع حمص لاتحاد الكتاب العرب عبد الرحمن بيطار لنتناول أبرز محطات عمل الاتحاد:
– واجهتكم العديد من المعوقات خلال هذه الحرب على سورية كيف تم تجاوزها؟
كان الأثر المباشر للأحداث توقف النشاطات وهجر المقر لمدة عامين من 2011 حتى 2013، حيث كان التوقف شاملاً لكافة فروع الاتحاد، دون وقوع أي أضرار مادية في المبنى، وعند استقرار الوضع بشكل جزئي، فتحت جامعة البعث ذراعيها لأغلب الجهات الخدمية والثقافية، فحصل الاتحاد على حجرة في الجامعة، لكن ذلك لم يثمر بسبب التوقف الجماهيري عن الحضور، ثم اتخذ قرار بعودة الاتحاد عام 2014 لمقره في حي الغوطة عند استقرار وضع المحافظة جزئياً، لمتابعة النشاطات، فعادت النشاطات للاتحاد بعد عام، ومن آثار الأحداث: توقف مطبوعات الاتحاد وانقطاع البريد وتوقف العلاقة ما بين المركز والفروع حتى عام 2015، بسبب انقطاع الطرقات، وتوقف النشاطات في دمشق، وكان لانتشار فيروس كورونا أثر سلبي توقفت النشاطات من جديد، فأصبحنا عاجزين عن إنجاز الخطط، وإنما تنجز حسب الظرف الراهن، بسبب اعتذار الضيوف والإقبال القليل للحضور، ونعاني أيضاً من تدني المقابل النقدي للنشاطات وبدل السفر وعدم وجود أجور مواصلات.
– ما السبب المباشر لتوقف المطبوعات الورقية عن الصدور وما دوركم كاتحاد في استقطاب القراء والترويج لها؟
توقفت المطبوعات الورقية لعدة أسباب منها غلاء سعر الورق، وتحول الكتب لمطبوعات الكترونية، ولم تتوقف إصداراتنا بشكل نهائي حيث استمر الموقف الأدبي والأسبوع الثقافي بالصدور الكترونياً، بمستوى جيد، بعكس الدوريات الأخرى التي توقفت، وعادت حالياً بشكل هزيل وضعيف لانقطاع العديد من الكتَّاب عن التواصل والكتابة كمجلة الفكر السياسي والتراث العربي وهي مجلات مهمة وتخصصية، وقد رافق استقرار الوضع الأمني تدهور الوضع الاقتصادي، والحصار الجائر مما كان له انعكاسات مختلفة، وترافقت الانتخابات الجديدة للاتحاد مع صدور توجيهات جديدة للعمل وإقامة النشاطات لكن ذلك يحتاج لإمكانيات وجهود، وقد عدلت الأجور الثقافية للمشاركين مؤخراً بنسبة 50%.
– قمتم بالعديد من المبادرات لتنشيط الحركة الثقافية، اذكر لنا بعضها؟
قام الاتحاد بعدة مبادرات منها:
نشر موجز عن النشاطات الثقافية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ليتابعها المهتمون، بتوجيه من الاتحاد في دمشق، ويحضر النشاطات النخبة من المثقفين، وقد أقمت معرضاً دائماً في مقر الاتحاد لمطبوعاته بنسبة حسم كبيرة، وحالياً أطالب بكتب جديدة، لنقوم بمعرض رسمي وبأسعار مخفضة ونسعى دائماً بالتعاون مع رئاسة الاتحاد لبيع الكتب، وقد أرسلت كتاباً لمحافظ حمص للحصول على موافقة لافتتاح كشك يبيع مطبوعات الاتحاد في وسط المدينة، وبعد الحصول على الموافقة سنعمل بالاتفاق مع إحدى المكتبات على آلية التسويق، حيث المردود المادي قليل من ثمن المنشورات ولا يغطي أجور وضع موظف لبيعها، لأن هدف الاتحاد ليس ربحياً.
وأضاف: وقد سعيت لإهداء عدة جهات مجموعة كتب ومنها مديرية تربية حمص مثل: الروايات والكتب التثقيفية التي تناسب الأطفال، وقمت بكافة الإجراءات لتزويدهم بها، لكنهم امتنعوا عن الحضور لاستلامها، والسبب بنظرهم بأن القراءة تحتاج لتفرغ، وهذا لا يناسب واقع المدارس، برغم أن دورهم يتجاوز تأمين الكتاب، ليصل لترغيب الطالب بالقراءة، وتكليف الطلاب بإجراء دراسات على الكتب التي يقرؤونها وتلخيصها..
بالمقابل طلبت الهجرة والجوازات من الاتحاد الحصول على مؤلفاته بهدف نشر الثقافة، حيث افتتحوا مكتبة للجمهور في الصالة، ليقوم المراجعون بقراءة الكتب خلال فترة الانتظار، فقمنا بإهدائهم 200 كتاب…
– ما مفرزات الحرب على طباعة كتب أعضاء الاتحاد وتسويقها؟
برغم ظروف العمل والضغوط، لم نتوقف عن العمل ومتابعة دورنا كاتحاد في رعاية زملائنا أعضاء الاتحاد ومتابعة نشاطاتهم الثقافية المتنوعة من محاضرات وكتب ومطبوعات مختلفة، برغم توقف طباعة الكتب فترة من الزمن، عدنا لطباعتها، ولكن بإعداد قليلة بسبب الأزمات المتلاحقة من الحصار الذي نتج عنه غلاء الأسعار حيث كنا نطبع 1000نسخة ليهبط العدد ل500 نسخة، وإضافة لذلك تراجع الكتاب بشكل عام بسبب التوجه لوسائل التوصل الاجتماعية والكتاب الالكتروني، وتوجهت وزارة الثقافة لنشر الكتاب الكترونياً على موقعها بعد مضي عام على صدوره، فأصبح القارئ يترقبه على الموقع.
يقوم الاتحاد مؤخراً بطباعة 100 نسخة للكتاب ورقياً، ليحصل المؤلف على 25 نسخة ويوزع الباقي على الفروع، بهدف تخفيف الهدر وتكديس الكتب.
– ما هي أبرز المعارض التي شاركتم بها؟
شاركنا مع العديد من الجهات بمعارض للكتاب في السنوات الأخيرة منها: معارض بالتعاون مع مديرية الثقافة ومعرض مع دار الإرشاد في حمص بعنوان معرض “الرواية السورية “، حصلنا على جناح للاتحاد للترويج لكتبه، وأقمنا معرضين في جامعة البعث، ومعرضاً بجامعة القلمون، ولكن النشاطات توقفت بسبب فيروس كورونا، ولكن المعرض في الاتحاد مستمر في مقر الاتحاد بأسعار رمزية، فكافة الكتب المطبوعة قبل 2015 ب200 ليرة سورية و أما الكتب المطبوعة بعد 2016 بحسم 60%.