الثورة – وعد ديب:
تشارك سوريا في “مبادرة مستقبل الاستثمار” 2025 في الرياض، في خطوة استراتيجية تهدف إلى تعزيز موقعها على الخريطة الاقتصادية العالمية.
وتُعد هذه المشاركة فرصة لعرض فرص الاستثمار في القطاعات الحيوية، مثل الطاقة والبنية التحتية، وتعزيز الشراكات الاقتصادية مع دول المنطقة والعالم.
ويُعقد المؤتمر في العاصمة السعودية الرياض في الفترة من 27 إلى30 الشهر الجاري، تحت شعار “مفتاح الازدهار”، بمشاركة قادة عالميين، ومستثمرين، وواضعي سياسات، ورؤساء شركات، ومبتكرين، وصُنّاع تغيير، بهدف استكشاف حلول تعزز الازدهار المشترك عالمياً، وفقاً لوكالة الأنباء السعودية (واس).
وبحسب مهتمين بالشؤون الاقتصادية، فإن المؤتمر ، بالنسبة لسوريا، يُعد منصة هامة لفتح آفاق جديدة في التعاون الاقتصادي الدولي، إذ يعكس التزام سوريا ببرنامج إصلاحي شامل يستهدف استقطاب الاستثمارات ودعم النمو المستدام.
الخبير الاقتصادي الدكتور يحيى السيد عمر قال لصحيفة الثورة: إن مشاركة سوريا في هذه المبادرة تمثل خطوة استراتيجية نحو تعزيز موقع سوريا على الخريطة الاستثمارية الإقليمية والدولية، وإعادة بناء جسور التعاون مع الشركاء، في وقتٍ يترقَّب فيه الاقتصاد السوري فرصاً جديدة لتعزيز النمو وتحقيق الاستقرار بعد سنوات من التحديات.
وأضاف: إن هذه المشاركة تُشكّل منصة استثنائية أمام سوريا لعرض فرصها الاستثمارية المتاحة، وتعزيز الثقة لدى المستثمرين، فهي تُتيح لدمشق إبراز قدراتها على استعادة النشاط الاقتصادي، وفتح آفاق جديدة للتعاون في قطاعات حيوية، مثل الطاقة، البنية التحتية، الزراعة، والسياحة.
كما تُمكّنها من عرض خططها الإصلاحية والاقتصادية التي تُجسِّد التزام الدولة بتطوير بيئة أعمال جاذبة ومُحفّزة للنمو، قائمة على الشفافية والانفتاح والتنوع الاقتصادي، على حد قول الخبير الاقتصادي.
وأضاف: المشاركة تأتي في سياق جهود سوريا لإعادة بناء وتعزيز علاقاتها الاقتصادية والسياسية مع مختلف الدول. الفعاليات توفر مناخاً مناسباً للتواصل مع شركاء محتملين وبناء الثقة في قدرة الاقتصاد السوري على الانخراط في مشروعات استثمارية مشتركة.
ولفت إلى أن رؤية سوريا الحالية تركز على التنمية الشاملة والإصلاح المستدام من خلال مشروعات واقعية تشمل تعزيز البنية التحتية، دعم القطاع الخاص، وتوفير بيئة مؤسسية تشجّع الاستثمار.”
وأوضح الدكتور السيد عمر، أن الرؤية السورية تتضمن إعادة تأهيل المدن الصناعية، وتطوير مشروعات الطاقة التقليدية والمتجددة، وتحسين الخدمات الأساسية، وتشجيع الابتكار في مختلف القطاعات الاقتصادية.
كما أشار، في الوقت نفسه، إلى أن هناك تركيزاً خاصاً على تمكين الشباب، ودعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة باعتبارها محركاً رئيسياً للنمو وخلق فرص العمل.
وقال:”المشروعات في مجالات الطاقة، النقل، الإسكان، والسياحة يمكن أن تُترجم مباشرة إلى نتائج اقتصادية مؤثرة، مع تقديرات بخلق آلاف الوظائف وتعزيز عملية إعادة الإعمار على أسس إنتاجية وتنموية.”
شراكات استراتيجية
وبحسب ما أفاد به الباحث الاقتصادي، فإن سوريا اليوم تمتلك المقومات الحقيقية لتحويل الشراكات الاقتصادية إلى مشروعات ملموسة، عبر استراتيجيات واضحة لإدارة الاستثمارات وضمان الشفافية والمتابعة الدقيقة،كما أنها تسعى لأن تكون شريكاً موثوقاً قادراً على المساهمة الفعّالة في الاقتصادين الإقليمي والدولي، في ظل التركيز على التنمية المستدامة، والانفتاح على الاستثمارات، والالتزام بالإصلاحات الاقتصادية.
هذه العوامل تجعل من سوريا، برأي السيد عمر، بيئة جاذبة للشراكات الحقيقية، وتضعها على طريق النمو والازدهار.
ويختم حديثه بالقول: “مشاركة سوريا في مبادرة مستقبل الاستثمار 2025 ليست مجرد حضور رمزي، بل إعلان واضح عن انطلاق مرحلة جديدة من العمل الاقتصادي الوطني، قائمة على الشراكات الواقعية، والرؤية الطموحة، والالتزام ببناء مستقبل مزدهر يُعيد لسوريا مكانتها كفاعل اقتصادي رئيسي في المنطقة.”
هذا وتُعد “مبادرة مستقبل الاستثمار” (FII) مؤتمراً سنوياً عالمياً يُنظم في الرياض، ويجمع القادة وصناع القرار والمستثمرين من جميع أنحاء العالم.
تهدف هذه المبادرة إلى مناقشة سُبل تعزيز النمو الاقتصادي، واستكشاف الفرص المستقبلية لتجاوز التحديات العالمية.
وقد شهد المؤتمر هذا العام اهتماماً عالمياً كبيراً، مع توقعات بتوقيع اتفاقيات استثمارية بقيمة تصل إلى 60 مليار دولار من مختلف الجهات الدولية والمحلية، وذلك بناءً على ما تناقلته معظم الوسائل الإعلامية العربية والأجنبية، وعلى ماصرح به ريتشارد أتياس، الرئيس التنفيذي لمؤسسة “مبادرة مستقبل الاستثمار”.