الثورة- سهيلة إسماعيل:
تعود أهمية مدينة تلبيسة “١٣ كم” شمال مدينة حمص إلى موقعها الجغرافي على الطريق الدولي، الذي يمر من شمال إلى جنوب سوريا، ويعتبر قديماً ممراً للقوافل التجارية.
وكانت تلبيسة قبل أن تصبح مدينة متطورة عمرانياً واجتماعياً قرية صغيرة بيوتها من القباب الطينية، تحيط بها المستنقعات من ثلاث جهات، الجنوب والغرب والشمال، ومع مرور الزمن تطورت وأصبحت تحتل المرتبة الرابعة في قائمة مدن المحافظة بعد تدمر والقصير والرستن بتعداد سكاني يتجاوز ٦٠ ألف نسمة.

هي من أوائل المدن التي ثارت ضد النظام البائد، فسطر أهلها ملاحم البطولة ضد الظلم والطغيان وخسرت الكثير من أبنائها، الذين قاوموا الحصار المفروض عليهم خلال سنوات الثورة بتكاتفهم وتلاحمهم، وحققوا نهضة عمرانية ملحوظة، وقد عملت الكثير من الجمعيات الإنسانية المحدثة على مساعدة السكان وتلبية احتياجاتهم اليومية والطبية.
لكن من أين أتت التسمية؟.. هذا ما سنعرفه من أحد أبنائها المهتمين بالبحث التاريخي، وهو المهندس الزراعي أحمد الضحٌيك، والذي ألّف كتابين عن مدينته، الأول بعنوان “تاريخ مدينة تلبيسة الماضي والحاضر والمستقبل” والثاني بعنوان “معالم وأعلام من تلبيسة”.

تلبيسة شامة المسك وأم المآذن، وهي الموطن الأصلي الأول لشجرة الزيتون المباركة بدلالتها الرمزية على السلام والعطاء والخير الوفير، وهناك عدة روايات تفسر سبب التسمية ومنها أنه تم زفاف الملكة زنوبيا وتلبيسها ثياب العرس على أرض المدينة، وهناك أبيات شعرية تشير إلى ذلك:
تلبيسة في تمام العرس رائعة
أهدت لزينب فيها كل ما فيها
في حفلة هاهنا صيغت مباهجها
أعطت لقلعة تلبيسة معانيها

وتقول رواية أخرى: إن معنى التسمية يعود إلى وادٍ يقع شرق الموقع الأساسي لاستقرار السكان الأُول ويدعى “بيصة”، ونسب الوادي إلى التل القريب منه، وأطلق عليهما اسم واحد “تل بيصة”، ومع الأيام أصبح الاسم تلبيسة.
ومن المعالم الأثرية المشهورة في المدينة قلعتها الشامخة، والتي يعود تاريخها إلى العام 1794م.