الثورة أون لاين- سارة محمد- شاهر أبو سمرة:
يعمل ليل نهار ويتألم بصمت، يتعب دون أن يخبرنا بألمه وعذابه وتعبه ويمنحنا الحب والحياة، إنه القلب..
تعتبر الأمراض القلبية أكثر أمراض العصر انتشاراً و خطورة، و قد تزايدت أعداد المصابين كثيراً في العصر الحديث بسبب نمط الحياة و طبيعة الغذاء، و قلة ممارسة الرياضة، القلب العضلة الصغيرة و التي تشكل شريان الحياة الرئيسي في الجسم كيف لها أن تقاوم كل هذه المشكلات.
إن أكثر شكاوى القلب انتشاراً في العصر الحالي تتلخص جميعاً في مرض قصور الشريان التاجي، وهو السبب الأول للوفاة على مستوى العالم، وفيه يحدث ضيق في الشرايين المغذية لعضلة القلب نتيجة لتصلب الشرايين في الغالب، و تتمثل أعراضه في الشعور بألم منتصف الصدر أثناء الجلوس أو المشي، و يمكن أن يؤدي بعد ذلك إلى ذبحة أو جلطة قلبية.
أما الذبحة الصدرية فتتمثل الأعراض هنا بألم في منتصف الصدر يستمر حوالي ٢٠ دقيقة أو أكثر دون توقف يصاحبه تغير في تخطيط القلب و أنزيمات القلب، و قد يحدث أيضاً بعض التعرق، و الشعور بالاختناق و ضيق التنفس و الدوار و الغثيان.
أما ثاني أمراض القلب انتشاراً فهي ضعف العضلة القلبية، فيمكن لمرضى قصور الشريان التاجي إذا لم يتم علاجهم بشكل صحيح في الوقت المناسب أن تتأثر لديهم عضلة القلب و تصبح ضعيفة، و أيضاً مرضى القلب الذين يعانون من مشكلات صحية تؤدي لديهم إلى ضعف عضلة القلب و تتمثل الأعراض هنا بالزلة التنفسية مع بذل الجهد، لتتحول مع تطور المرض إلى زلة تنفسية على الراحة، يشعر المريض بالاختناق بمجرد النوم على الظهر، و قد يصاب أحياناً بتورم القدمين.
كما تعد مشكلات صمامات القلب من أشهر أمراض القلب المسببة للوفاة في سن الشباب و أهم أسبابها هي الحمى الرثوية، أيضاً من الأمراض المؤدية للوفاة عند الشباب هي التي يحدث فيها اضطراب في ضربات القلب، و تُفسر ظاهرة الموت المفاجىء عند الشباب بالسكتة القلبية أنها نتيجة قلة النشاط الحركي و التدخين و تناول الطعام غير الصحي، بالإضافة للعامل النفسي، مع العلم بأن نسبة الإصابة بأمراض القلب تكثر لدى البالغين فوق ال ٣٠ عاماً و كبار السن.
و بفضل التطور الكبير الحاصل في مجال تخصص القلب و الأوعية الدموية و ظهور التقنيات المتقدمة في تشخيص و علاج أمراض القلب مثل القثطرة، و جراحة القلب المفتوح و كثير من الأساليب المتقدمة في طب القلب ازدادت نسب النجاة لمرضى القلب و القدرة على إبقائهم على قيد الحياة لمدة أطول، مع ضرورة تعديل نمط الحياة و عدم ممارسة الرياضات المجهدة و الأعمال الشاقة و تجنب السمنة و التدخين و ارتفاع الضغط، لأن كل ذلك من العوامل التي تؤخر حالتهم الصحية و تجعلهم عرضة للمخاطر و المضاعفات، عافانا الله و إياكم من كل مرض