الثورة أون لاين:
ينتظر العالم بشغف مطلع شهر نيسان من كل عام لإطلاق “كذبة” مختلطة بخدع مضحكة ونكات عملية بهدف اللهو والمرح، فما قصة هذا التقليد السنوي؟
اعتاد محبو “كذبة نيسان” حبك الخدع والمقالب في اليوم الأول من الشهر الرابع الميلادي، أو استباق الحدث بيوم أو اثنين لضمان مزيد من المفاجآت.
كذبة نيسان لا يطلقها الأشخاص محبو المرح فقط، بل أصبحت تشارك وسائل الإعلام وشركات الترفيه وأحيانا شركات اقتصادية في هذه المقالب.
فولكسفاجن أصبحت “فولتسفاجن”.. حقيقة أم كذبة أبريل؟
رغم الخلاف على صحة تنفيذ مقالب مطلع نيسان، فإن وجهة النظر الإيجابية ترى أن كذبة نيسان يمكن أن تكون مفيدة لصحة المرء لأنها تشجع النكات والخدع المضحكة، وتجلب جميع فوائد الضحك بما في ذلك تخفيف التوتر وتقليل الضغط على القلب.
بينما يصف الرأي السلبي خدع نيسان بأنها “مخيفة ومتلاعبة وسيئة بعض الشيء”، إضافة إلى أن بعضها تستند إلى الشماتة والخداع.
حيث مطلع نيسان ليس عطلة رسمية في أي بلد باستثناء أوديسا بدولة أوكرانيا، حيث يكون الأول من هذا الشهر عطلة رسمية في المدينة.
فما هو أصل يوم كذبة نيسان؟
في عام 1508، أشار الشاعر الفرنسي “إيلوي دامرفال” Eloy d’Amerval إلى كذبة نيسان Poisson d’avril وأسماها حرفيا “سمكة نيسان”، وربما كانت هذه أول إشارة إلى الاحتفال في فرنسا.
ويعتقد بعض المؤرخين أن كذبة نيسان نشأت في العصور الوسطى، حيث تم الاحتفال بيوم رأس السنة الجديدة في 25 اذارفي معظم المدن الأوروبية التي انتهت يوم 1 نيسان خاصة في بعض مناطق فرنسا؛ ليسخر منهم أولئك الذين احتفلوا بليلة رأس السنة الجديدة في 1 كانون الثاني باختراع يوم “كذبة نيسان”.
في هولندا، غالبًا ما يُعزى أصل يوم كذبة نيسان إلى النصر الهولندي على الدوق الإسباني ألفاريز دي توليدو في الأول من نيسان عام 1572.
أما المؤلف وعالم الآثار الإنجليزي جون أوبري فقد أشار إلى الاحتفال بـ”يوم الحمقى المقدس” في الأول من نيسان عام 1698، حيث تعرض العديد من الأشخاص للخداع بدعوتهم للذهاب إلى برج لندن لمشاهدة “غسيل الأسود”.
ويرى آخرون أن هناك علاقة قوية بين الكذب في أول نيسان وبين عيد هولي المعروف في الهند الذي يحتفل به الهندوس في 31 اذار من كل عام، وفيه يقوم بعض البسطاء بمهام كاذبة لمجرد اللهو والدعاية ولا يكشف عن حقيقة أكاذيبهم إلا في مساء اليوم الأول من نيسان.
ورغم عدم وجود أدلة واضحة على أصل اليوم ونشأته، فإن الأول من نيسان أصبح اليوم المباح فيه الكذب لدى جميع شعوب العالم عدا الشعبين الإسباني والألماني.
استثناء هذا البلدان من خريطة المزاح العالمية سببه أن الأول من أبريل هو اليوم مقدس في إسبانيا دينياً، أما في ألمانيا فهو يوافق يوم ميلاد “بسمارك” الزعيم الألماني المعروف.
إضافة إلى الأشخاص الذين يحبكون المقالب ويقعون أصدقائهم في فخها يوم كذبة نيسان ظهرت مقالب متقنة على محطات الإذاعة والتلفزيون والصحف والمواقع الإلكترونية وشاركت فيها شركات كبيرة، ومن أشهر المقالب العالمية:
– عام 1719، أشعل قيصر روسيا بطرس الأكبر النار في قبة مرتفعة بعدما طلاها بالزفت والشمع، فظن الناس أن مدينتهم تحترق وهربوا خائفين.
– أما في رومانيا، التي تقدس الاحتفال بـ”كذبة نيسان”، فيشار تاريخيا إلى أن في إحدى السنوات نفذ المقلب داخل أحد متاحف العاصمة، حيث أعلن عن زيارة الملك له، فسبقه رسام مشهور ورسم على أرضية إحدى قاعاته ورقة مالية أثرية من فئة كبيرة، فلما رآها ملك رومانيا أمر أحد حراسة بالتقاطها، فأومأ الحارس على الأرض يحاول التقاط الورقة المالية الأثرية ولكن اكتشف أنها خدعة.
– في عام 1946، صدرت تحذيرات من تسونامي سيتبع زلزال جزيرة ألوشيان الذي أودى بحياة 165 شخصًا في هاواي وألاسكا وكان كذبة نيسان.
– في عام 1976 أعلن الفيزيائي باتريك مور عبر إذاعة “بي بي سي” أن البشر سيشعرون عند الساعة 9:47 صباحاً بتأثير جاذبية مزدوج من كوكبي زحل وبلوتو وسوف تضعف الجاذبية على الأرض، فإذا قفزنا في الهواء سنطفو، ووقع كثيرون ضحية هذه الخدعة.
– في عام 1957، بثت هيئة الإذاعة البريطانية فيلمًا باسم “حصاد الإسباجيتي السويسري” يُظهر مزارعين سويسريين يختارون السباجيتي المزروعة حديثًا، وبعد تلقيها طلبات عديدة لشراء المكرونة أعلنت أنها خدعة نيسان.
– في عام 1988، أعلنت هئية الاذاعة البريطانية أن ساعة “بينج بن” الشهيرة سوف تدخل العالم الرقمي، وأول من سيتصل من المستمعين سيحصل على عقارب الساعة التي سيتم الاستغناء عنها، واتضح فيما بعد أنها “كذبة نيسان”.
– أما في الولايات المتحدة، فشهدت حديقة بوسطن العامة تحذيرا شديد اللهجة من تصوير المنحوتات خوفا من أن يؤدي الضوء المنبعث إلى “تآكل المنحوتات”، واتضح فيما بعد أنها “كذبة نيسان”.
– في عام 2004 شاركت شركة “جوجل” العالمية في يوم “كذبة نيسان” بالإعلان عن تدشين Gmail للجمهور.
– 1 نيسان 2005 سربت أنباء عن وفاة الممثل الكوميدي ميتش هيدبرج في 29 اذار، واتضح أنها “كذبة نيسان”.
– عام 2008 زعمت شبكة “بي بي سي” بأن باحثين اكتشفوا سلالة من طيور البطريق قابلة للطيران، وبثت مقطع فيديو جعل كثيرين يصدقون الكذبة وحظي المقطع وقتها بنحو 6 ملايين مشاهدة.