موقع أمريكي: على واشنطن المصارحة بماضيها العنيف وحاضرها الأعنف!

الثورة أون لاين- ترجمة غادة سلامة:

يقول الدكتور محمد رضا بهنام وهو أستاذ في العلوم السياسية، ومتخصص بالسياسة الخارجية الأمريكية وتاريخ وسياسات الشرق الأوسط، لقد اضطلعت الولايات المتحدة بدور الحَكَم في كل شي وعلى تصوير نفسها أنها أكثر الدول كرامة ولها الحق في إدانة الآخرين ومعاقبتهم، وقد أثبت التاريخ أن إيمان أمريكا بالاستثنائية قد ولّد غطرسة جعل قادتها يعتقدون أن لديهم الحق في استخدام قوتهم السياسية والعسكرية بشكل مدمر في جميع أنحاء العالم.
فقبل إدانة سلوك الدول الأخرى، تحتاج أمريكا إلى حقيقة واحدة، هي المصارحة بماضيها العنيف وحاضرها الأعنف، فلكي تستطيع أي دولة أن ترسم مسارًا جديدًا لنفسها يجب أن تجعل مظالمها ظاهرة للعيان، وعلى المرء فقط أن ينظر في جرائم القتل الأخيرة التي أمر بها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.
لقد تم تكثيف نمط العنف في أمريكا مع حروب الرئيس جورج دبليو بوش في أفغانستان والعراق، وبالمواقع السوداء لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية (السجون السرية) ومعتقل غوانتانامو واستخدام كل أنواع التعذيب، وعندما تولى الرئيس باراك أوباما منصبه سمح بمئات الضربات العسكرية بطائرات بدون طيار، حيث قتلت هذه الضربات الجوية عددًا لا يحصى من المدنيين غير المقاتلين، بمن فيهم الأطفال والنساء والمسنين، وواصل ترامب ممارسات أسلافه مع مزيد من التهور والجنون.
وتقوم إدارة بايدن حاليًا بإيهام العالم أنها تحاول مراجعة سياسات الولايات المتحدة السابقة، لكن ما يحدث الآن هو أن أمريكا تريد الاستمرار في سياسة قتل الأشخاص سراً حول العالم، فبايدن مستمر في نهج أسلافه من قادة البيت الأبيض، والرؤساء الأمريكيون السابقون أمروا بغزوات وحروب راح ضحيتها الملايين حول العالم، وبعض الحالات الأكثر وضوحًا تشمل فيتنام وكمبوديا ولاوس وإندونيسيا والبرازيل وتشيلي وغواتيمالا والكونغو ونيكاراغوا والسلفادور وإيران والعراق وأفغانستان وباكستان والصومال وليبيا وسورية، كما دعمت الولايات المتحدة السعودية التي تقصف المدنيين في اليمن وتقتل وتشرد الشعب اليمني، والقتل ليس هو الشكل الوحيد للعنف الذي تستخدمه الولايات المتحدة للوصول إلى أهدافها ومصالحها.
فالعقوبات الاقتصادية التي تحرم الناس من الغذاء والدواء والقدرة على كسب العيش أصبحت السلاح الأساسي للسياسة الخارجية الأمريكية، حيث لقي مئات الآلاف من المدنيين مصرعهم نتيجة الحظر الأمريكي والعقوبات الاقتصادية على دول مثل كوبا وإيران وسورية وفنزويلا، وهي دول رفضت الإذعان لمطالب الولايات المتحدة.
وتلعب الولايات المتحدة دور الشرطي العالمي منذ الحرب العالمية الثانية، وقد عانى الناس في منطقة واحدة على وجه الخصوص، وهي منطقة الشرق الأوسط، معاناة شديدة من تسلط واشنطن وعدوانها العسكري وضغوطها المالية، فمنذ هجمات الحادي عشر من أيلول، أصبح الشرق الأوسط بأغلبية ساحقة تحت سيطرة الولايات المتحدة خاصة دول الخليج العربي، فالسفن الحربية والقاذفات والطائرات بدون طيار وبطاريات الصواريخ الأمريكية وأكثر من 100000 جندي أمريكي تغطي منطقة الخليج، كي تستطيع الولايات المتحدة محاصرة دول مثل إيران ولبنان وسورية واليمن، بسبب رفضهم الرضوخ للضغوط الأمريكية الإسرائيلية، حيث واجهت عقوبات اقتصادية وهجمات عسكرية مدمرة.
ولتعزيز هيمنتها، جندت واشنطن أنظمة مستبدة في دول الخليج العربي كالسعودية على الرغم من تاريخها الأسود تجاه شعوب المنطقة وإشعال الحروب وإيقاظ الفتن، وبالرغم من وجود آلاف من السجلات السيئة لحقوق الإنسان لحلفاء أمريكا في الخليج، فإن الولايات المتحدة توفر لهم إمكانية الوصول إلى أكثر الأسلحة فتكًا من أجل تحقيق مآربها وأهدافها في الشرق الأوسط للحفاظ على شراكتها مع “إسرائيل” وتحقيق أمنها وترسيخ احتلالها لفلسطين، لقد رضخ قادة أمريكا لجرائم الحرب التي ارتكبتها “إسرائيل” في غزة والضفة الغربية المحتلة، وتأكدوا من أن الفلسطينيين سيستمرون في المعاناة والموت في بلادهم.
Information clearing house

آخر الأخبار
عودة ضخ المياه إلى غدير البستان بريف القنيطرة النقيب المنشق يحلّق بالماء لا بالنار.. محمد الحسن يعود لحماية جبال اللاذقية دمشق وباكو.. شراكات استراتيجية ترسم معالم طريق التعافي والنهوض "صندوق مساعدات سوريا" يخصص 500 ألف دولار دعماً طارئاً لإخماد حرائق ريف اللاذقية تعزيز الاستقرار الأمني بدرعا والتواصل مع المجتمع المحلي دمشق وباكو تعلنان اتفاقاً جديداً لتوريد الغاز الطبيعي إلى سوريا مبادرات إغاثية من درعا للمتضررين من حرائق غابات الساحل أردوغان يلوّح بمرحلة جديدة في العلاقة مع دمشق.. نهاية الإرهاب تفتح أبواب الاستقرار عبر مطار حلب.. طائرات ومروحيات ومعدات ثقيلة من قطر لإخماد حرائق اللاذقية عامر ديب لـ"الثورة": تعديلات قانون الاستثمار محطة مفصلية في مسار الاقتصاد   130 فرصة عمل و470 تدريباً لذوي الإعاقة في ملتقى فرص العمل بدمشق مساعدات إغاثية تصل إلى 1317 عائلة متضررة في ريف اللاذقية" عطل طارئ يقطع الكهرباء عن درعا تمويل طارئ للدفاع المدني السوري لمواجهة حرائق الغابات بريف اللاذقية إغلاق مؤقت لمعبر كسب الحدودي بسبب الحرائق في ريف اللاذقية محافظ حلب يتابع انطلاق امتحانات الثانوية كبار في السن يتقدمون لامتحانات الثانوية العامة بدرعا 20482 متقدماً في اللاذقية لامتحانات الثانوية العامة والشرعيّة ارتفاع الكشفيات الطبية في درعا يدفع المرضى لحلول بديلة تسويق 29 ألف طن قمح في درعا