ثورة أون لاين:
تؤكد المعطيات العلمية الحديثة واللقى الأثرية والتحليل الذري والكيميائي لبقايا القطع الأثرية المكتشفة في المواقع الأثرية السورية والمواقع الأثرية المنتشرة في مختلف أرجاء العالم أن سورية هي مهد الحضارة.
كما توثق الرسوم الجدارية وقراءة النقوش الكتابية القديمة أن سورية أحد أقدم مراكز التنوير العلمي والحضاري والمدني والديني والطبي و الأدبي والفني التشكيلي والموسيقي والرياضي في العالم وأحد أهم الدعامات التي ارتكز عليها بناء الحضارة الإنسانية فإنجازات الشعب السوري الأصيل وإسهاماته في بناء الحضارة الإنسانية وإرساء أسس الاستقرار والتمدن والازدهار والسلام لا تعد ولا تحصى.
وبمناسبة ذكرى تأسيس منظمة اليونسكو منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة بين الدكتور محمود السيد نائب مدير المخابر وقارئ النقوش الكتابية مسمارية، هيروغليفية، أبجدية، في المديرية العامة للآثار والمتاحف ان الشعب السوري هو من صنع أقدم فأس حجري آشولي مكتشف خارج القارة الإفريقية في موقع "ست مرخو" في محافظة اللاذقية مصنوع من قبل إنسان الأومو-أوراكتوس ومؤرخ بأكثر من مليون عام وينسب إلى الحضارة الآشولية المبكرة وأول من بنى أقدم أكواخ بسيطة مشيدة من الأغصان والجلود في العالم خارج القارة الإفريقية دعمت جدرانها بواسطة حجارة كبيرة اكتشفت في موقع اللطامنة في حوض العاصي وتؤرخ بحوالي نصف مليون سنة.
وأشار السيد إلى أن السوريين هم أصحاب أهم وأكمل عظم جداري لجمجمة إنسان الأومو-أوراكتوس في منطقة الشرق الأوسط مكتشف في موقع الندوية حاليا عين عسكر في منطقة الكوم شمالي تدمر ويؤرخ بحوالي000ر450 سنة ق.م.
كما اكتشف في كهف الديدرية في وادي نهر عفرين في منطقة جبال سمعان.. جبل ليلون.. على بعد 60 كم شمال حلب أكمل هيكل عظمي لإنسان النياندرتال معروف في العالم يعود إلى طفل نياندرتالي مدفون بعناية في حفرة ينسب تاريخه إلى حوالي مئة الف سنة.
ووفقا لـالسيد فإن السوريين هم أصحاب أقدم طبعة كف تنسب إلى إنسان ما قبل النياندرتال في منطقة الشرق الأوسط اكتشفت في مغارة وادي سكفتا في يبرود وهم مبتكرو المقحف اليبرودي القصير والعريض والمشذب بشكل متدرج والذي استخدم في صنع الجلود وأصحاب أقدم حجر مصقول في العالم وأقدم خرز مصنوع من الحجر المصقول في العالم حيث اكتشف في موقع تل المريبط الأثري في منطقة حوض الفرات الأوسط فضلا عن صناعتهم أواني حجرية فريدة بينها طاسة من المرمر الأحمر المصقول اكتشفت في موقع تل الرماد الأثري في محافظة الحسكة.
ويضيف السيد إن السوريين هم أيضا أول من رسم لوحة جدارية في العالم على حائط مبني من قبل الإنسان في موقع "تل جعدة المغارة" على الضفة اليسرى لنهر الفرات شمال سورية تنسب إلى العصر الحجري الحديث وتؤرخ بحوالي 11 ألف سنة وفقا للنتائج المستخلصة من تحليل الكربون المشع مما يؤكد اثريا أن ظهور العصر الحجري الحديث في شمال سورية قد سبق ظهوره في أوروبا مشيرا الى انهم أصحاب أقدم رسم لإنسان معروف في منطقة الشرق الأوسط الذي اكتشف في موقع "تل حالولة" الأثري في منطقة الفرات الأوسط في أرض احد المنازل حيث ينسب الى العصر النيوليتي ما قبل الفخاري الوسيط ويؤرخ في الفترة الواقعة ما بين 8800-8500 عام قبل الميلاد ويمثل الرسم ثلاثا و عشرين إمرأة ويبرز دور المرأة السورية وإسهاماتها في بناء أسس الحضارة والمجتمع منذ أن ظهرت التجمعات الزراعية البدائية الأولى منذ أن ظهرت التجمعات الزراعية البدائية الأولى.
ويضيف السيد إن السوريين أول من نحت في بلاد الشام دمية من الحجر الكلسي تجسد الربة الأم رمز الخصب و العطاء اكتشفت في "تل المريبط" الأثري في منطقة حوض الفرات الأوسط و تؤرخ بالألف الثامن قبل الميلاد وأقدم من نحت تمثالا من الحجر يجسد شكل رجل في العالم وهو عبارة عن قرط من الحجر على شكل رأس رجل ملتح اكتشف أيضا في تل المريبط ويؤرخ بالألف السابع قبل الميلاد وتمثال من الطين لإمرأة بوضع القرفصاء يظهر فيه الرأس والرقبة وملامح الوجه الإنساني بدقة وعناية للمرة الأولى اكتشف في موقع تل بقرص الأثري على الضفة اليمنى لنهر الفرات.
وبين السيد أن الشعب السوري هو أول من أنشأ القرى الزراعية ومارس زراعة الحبوب قبل أي مكان آخر في العالم في موقع تل المريبط الأثري حوالي 7700 سنة ق.م وذلك وفقا لتحليل الكربون المشع والأدوات الزراعية و أدوات طحن الحبوب المكتشفة في أرض الموقع مناجل، أجران، مجارش، مدقات، رحى، و من سورية أيضا بدأ تدجين الحيوانات.
والسوريون كما يقول السيد هم من أقدم الشعوب التي وظفت العظم في صناعة الإبر والمخارز التي استخدمتها في صناعة النسيج والملابس ومن أوائل الشعوب التي مارست طقوس وشعائر عبادة الأجداد وقدست المرأة أو الإلهة الأم مصدر الخصب ومانحة الحياة مواقع تل المريبط تل الغريفة وتل أسود الأثرية.
وتابع السيد إن الشعب السوري هم بناة واحد من أقدم وأضخم جدار مبني من الأحجار الغشيمة في منطقة الشرق القديم ينسب تاريخه إلى عصر ما قبل "الفخار ب " الحديث 7500-7000 سنة ق.م.اكتشف في موقع "تل حالولة " الأثري في منطقة الفرات الأوسط.
ويلفت السيد الى أن السوريين هم مبتكرو صناعة الفخار مع مطلع الألف السابع قبل الميلاد و أول من صنع أواني فخارية غامقة مصقولة ذات لون أسود أو أحمر بني موءرخة بنهاية الألف السابع وبداية الألف السادس مكتشفة في موقع تل أسود جنوب شرقي مدينة دمشق على أحد روافد نهر بردى في الطرف الشرقي من بلدة جديدة الخاص وهي تمثل الشاهد الأقدم على صناعة الأواني الفخارية ومن سورية انتشرت صناعة الفخار شرقا إلى بلاد الرافدين وغربا إلى هضبة الأناضول وسفوح المتوسط ثم ساد استخدام الأواني الفخارية في فلسطين ولبنان فضلا عن كون السوريين من أهم الشعوب التي أنتجت قصعات وجرارا وقدورا فخارية في بلاد الشام طبعت سطوحها بأختام أسطوانية وصورت مواضيع أسطورية وطبيعية.
ويوضح قارئ النقوش الكتابية أن السوريين برعوا بصناعة أختام مسطحة ذات أشكال زخرفية هندسية صنعت من حجارة خضراء اكتشفت لأول مرة في العالم في موقع رأس الشمرة الأثري في محافظة اللاذقية وتنسب إلى نهاية الألف السابع قبل الميلاد وهم مبتكرو أقدم أختام معروفة حتى الآن في العالم استخدمت في ختم الأواني والسلال التي تحمل البضائع موءرخة بنهاية الألف السادس قبل الميلاد لافتا الى انه اكتشفت في موقع تل الصبي الأبيض على الضفة اليسرى لنهر البليخ الأعلى مجموعة من الأختام الطينية المستخدمة في ختم الأواني والسلال التي تحمل البضائع معظمها هندسي الشكل شمل خطوط متعرجة ودوائر ومثلثات وخطوط متقاطعة وبعضها نقش عليه أشكال نباتات وحيوانات كالماعز ذو القرون الكبيرة والغزال والطبعات والقطع الهندسية الفخارية التي استخدمت في الحساب موءرخة بنهاية الألف السادس قبل الميلاد مما يؤكد أن سكان تل الصبي الأبيض السوريين قد استخدموا الأختام قبل الحلفيين والعبيديين الذين استخدموا هذه الأختام منذ حوالي منتصف الألف الخامس قبل الميلاد.
وأضاف ان السوريين هم من أوائل الشعوب القديمة التي عرفت معدن النحاس بدليل العثور على قطعتي نحاس في موقع تل الصبي الأبيض ينسب تاريخهما إلى نهاية عصر النيوليت ما قبل "الفخار ب".
ويتابع السيد إن السوريين من أوائل الشعوب القديمة التي استخدمت الحصى والملاط لطلي جدران وأرضيات المنازل وزودت المنازل بالتنانير والمواقد وأقنية تصريف المياه وصاحب أقدم نموذج معروف في العالم لقرية منتظمة بدقة اكتشفت في تل بقرص على الضفة اليمنى لنهر الفرات وسكنت في الفترة الوقعة ما بين 6400- 5900 سنة ق.م ومن أقدم الشعوب التي صنعت الأواني الحجرية المنزلية من حجر كلسي مطحون وممزوج بالرماد أو القش عرفت باسم الأواني البيضاء وقد اندثرت بعد اختراع الأواني الفخارية في مطلع الألف السادس قبل الميلاد ومن أوائل الشعوب التي قامت بتطوير صناعة الأدوات الحجرية المصقولة المستخدمة في القطع كالفوءوس والبلطات البازلتية.
وأكد السيد أن الشعب السوري مبتك أقدم نوع من أنواع الكتابة التصويرية في العالم حيث عثر في موقع "تل الجرف الأحمر الأثري" على الضفة اليسرى لنهر الفرات على لوحة حجرية حفر عليها شكل طائر وحيوانات وأفاع ولوحات أخرى حفر عليها أشكال قرون أو عيون أو خطوط مختزلة ودوائر وأشكال أفاعي تشكل أقدم نوع من أنواع الكتابة التصويرية و تنسب إلى عصر النيوليت ما قبل /الفخاري أ/ ويمكن تأريخها في الفترة الواقعة ما بين 8700-8500 سنة ق.م.
وأشار إلى أنه اكتشفت في معابد "تل قناص" الأثري في وادي الفرات، ناحية مسكنة، منطقة منبج في محافظة حلب لوحات كتابية ضمت الرموز الصورية الأولى يعود تاريخها إلى الربع الأخير من الألف الرابع قبل الميلاد كما اكتشف في جبل عرودة على الضفة اليمنى لحوض الفرات الأوسط عدد من اللوحات الطينية التي احتوت كتابات صورية والسوريون هم أصحاب أقدم أبجدية مسمارية ذات نظام قواعدي متكامل في العالم هي أبجدية أوجاريت المؤلفة من 30 إشارة أو رمز مسماري أبجدي شكلت القاعدة الأساسية في ظهور الأبجدية الفينيقية و الآرامية و العبرية و النبطية و التدمرية والسريانية والعربية.
وتابع السيد إن السوريين هم أصحاب أهم نقوش كتابية طبية تتحدث عن كيفية معالجة لسعة الثعبان و العقرب و عن الطب البيطري في عصر البرونز الحديث حيث اكتشفت في مملكة أوجاريت موقع رأس الشمرة ورأس ابن هاني الأثريين.
وينسب إلى الشعب السوري كما يقول السيد أفضل نموذج لموقع أثري تطور فيه نظام بناء المدينة في عصر الوركاء 3500ق.م اكتشف في موقع "تل حبوبة" الكبير في حوض الفرات الأوسط فقد شيد وفق مخطط عمراني دقيق ضم عدد من المساكن المبنية وفقا للطراز الرافدي المؤلف من صالة رئيسية في الوسط وصفين من الغرف الأصغر على الجانبين أو وفقا للطراز المحلي المؤلف من صالة واحدة كبيرة تطل على صحن داخلي وقد شيدت على جوانب هذه المنازل ذات الطراز الرافدي والمحلي شبكة من الشوارع الرئيسية والفرعية فضلا عن المشاغل والمستودعات كذلك أحيط الموقع من جهة الشمال والجنوب والغرب بسور دفاعي مزدوج مبني من اللبن يبلغ عرضه ثلاثة أمتار وطوله 600 متر يضم بوابتين رئيسيتين مدعم بأبراج دفاعية مستطيلة الشكل وعضادات بارزة وهو يعد النموذج الأفضل حفظا المكتشف في العالم حتى الآن.
كما ينسب إلى السوريين أقدم رسم جداري في منطقة الشرق القديم يجسد مشاهد الأضاحي و تقديم القرابين من الماء والنار وأقدم رسم جداري في العالم يصور مشهد تنصيب ملك اكتشفا في مملكة ماري وينسب تاريخهما إلى عصر البرونز الوسيط.
وفي سورية كما يشير السيد اكتشف تمثال أول مغنية أو مغني في العالم القديم أورنينا مؤرخ بحوالي 2500 ق.م وهي مغنية المعبد في مملكة ماري وأقدم مشهد لفرقة موسيقية جماعية في العالم موءلفة من 26 عازفا يتم فيها التوزيع الموسيقي بين الآلات ويدل على تعدد وتنوع أصوات الآلات الموسيقية المستخدمة في العزف وعلى تطور مفهوم الدوزنة المشتركة فالموسيقيون السوريون هم أول من أدرك من خلال دوزنة الآلات الموسيقية فاعلية السلم الاستهلالي المفتوح ومن أوائل من فضلوا اتباع نظام الدوزنة الموسيقي القائم على طريقة الفواصل الموسيقية في العلامتين الثالثة والخامسة الميجور والمينور بدلا من أنصاف الأصوات فضلا عن استخدام الفاصلة الستينية المقتبسة من الحضارة البابلية في الموسيقا السورية القديمة.
والسوريون هم صانعو القيثارة ذات التسعة أوتار و العود ذي الثلاثة أوتار وهم أصحاب أقدم نوطة موسيقية كاملة في العالم منقوشة بالكتابة المسمارية على رقيم فخاري يحتوي أربعة أبيات شعر مدونة بالكتابة المسمارية الحورية يليها ستة أسطر مدونة بالكتابة المسمارية الأكادية فيها أسماء الأبعاد الموسيقية البابلية اكتشفت في مملكة أوجاريت.
وأضاف السيد ان السوريين أصحاب أقدم غرفة تجارية في العالم اكتشفت في موقع تل الحريري الأثري و أقدم كنيسة منزلية في العالم مع حوض مخصص للتعميد وأقدم كنيس يهودي في العالم اكتشفا في موقع دورا أوربوس الأثري في منطقة الفرات الأوسط جنوب شرق سورية قرب دير الزور وإلى السوريين تنسب أقدم رسوم جدارية تصور النبي إبراهيم و النبي داوود و النبي موسى فضلا عن أقدم رسم تصويري للسيد المسيح اكتشفت في كنيس دورا أوربوس وهي الرسوم الوحيدة لكنيس قديم في العالم و تؤرخ بحوالي 244-245 ميلادي مما يؤكد أن سورية هي موطن الأنبياء و منطلق الديانات السماوية.
وهم أصحاب أقدم الملاعب الرياضية المنحوتة في الصخر في العالم فملعب عمريت و هو أقدم من الملعب الأولمبي في أثينا طوله 230 مترا وعرضه 30 مترا ويتألف من سبع درجات تتسع لأكثر من عشرة الاف متفرج موءرخ بعصر البرونز وأقيمت فيه الألعاب الرياضية والاحتفالات الدينية التي تمجد الإله مالكارت أو هرقل.
ويخلص السيد إلى أن هذه الإنجازات ما كانت لتتم لولا إيمان الشعب السوري بالسلام وسعيه الدؤوب لإرساء أسسه وترسيخ قواعده انطلاقا من وعي ناضج وفهم صحيح إلى أن السلام هو مفتاح الاستقرار و الازدهار والتقدم الحضاري والمدني فالسوريون هم مدوني اقدم اتفاقية سلام في العالم تحرم القتل والاعتداء وتدعو إلى السلام اكتشفت في موقع تل مرديخ الأثري "مملكة إبلا" شمال غرب سورية ودونت بالنقوش المسمارية الإبلائية المحلية على رقيم فخاري عثر عليه في غرفة أرشيفات القصر الملكي /ج/ في مملكة إبلا وينسب تاريخه إلى القرن الرابع والعشرين قبل الميلاد.
وهم أول من رسم في العالم طائر الحمام و الغصن الأخضر كرمز للسلا و قد اكتشف هذا الرسم في لوحة تنصيب الملك زمري ليم ملك ماري ويؤرخ بعصر البرونز الوسيط.