الثورة أون لاين:
مثّل خروج الزمالك المصري، منذ دور المجموعات من مسابقة دوري أبطال إفريقيا، مفاجأة كبرى لجماهير هذا النادي التي ما زالت تعيش على وقع النهائي التاريخي ضد الأهلي المصري قبل فترة قصيرة، كما أن خروج هذا الفريق أفقد البطولة واحدا من أهم الفرق وأكثرها شعبية.
وبعد تتويجه بكأس الاتحاد الإفريقي في سنة 2019، ثم تتويجه بالسوبر الإفريقي على حساب الترجي في 2020 في الدوحة، ثم بلوغ النهائي لدوري الأبطال في 2020، توقفت نجاحات الزمالك الإفريقية منذ دور المجموعات، حيث فقد الفريق التحكم في مصيره منذ الجولة الرابعة عندما خسر على ميدانه ضد الترجي 0-1.
ومنذ خروج الفريق ، فإن الجماهير تحمّل الترجي التونسي المسؤولية بسبب عدم فوزه على مولودية الجزائر، فهي النتيجة الوحيدة التي كانت ستؤهل الفريق للدور ربع النهائي، ولكن الترجي عجز عن هزم منافسه الجزائري الذي رافقه إلى الدور القادم، ما تسبب في حملة قوية على الترجي في مواقع التواصل الاجتماعي بسبب هذا الفشل.
ومن حق جماهير الزمالك أن تغضب، فنتائج الترجي على ميدانه كانت في معظم المباريات ممتازة للغاية، ولو لعب الترجي بتشكيلته الأساسية لكان فائزاً بلا شك على ضيفه ولكن مدرب الفريق الذي خسر أربعة لاعبين أساسيين بداعي الإصابة أو العقوبة أو فيروس كورونا، رفض المجازفة بعناصر أخرى يلاحقها شبح العقوبة في حالة الحصول على إنذار وبالتالي اعتمد على تشكيلة صمدت شوطا واحدا فقط.
وفي الأثناء، فإن الجماهير نسيت أن تحاسب إدارة النادي واللاعبين على الحصول على نقطتين فقط في أول 4 مباريات، فالزمالك لم يعرف الفوز إلا خلال الجولة الخامسة عندما فقد الأمل واقعيا في التأهل وبات مصيره بنتائج الترجي الرياضي في البطولة وبالتالي جاء الانتصار الأول متأخرا كثيرا.كما أن الزمالك خسر نقطتين في الجولة الثانية، ضد (ضعيف المجموعة) نادي تونغيث السنغالي، الذي لم يكن يصدق أنّه بصدد الحصول على نقطة ضد وصيف البطل. فلو فاز الزمالك على هذا الفريق لكان الوضع أفضل بكثير خاصة وأن الترجي واجه المولودية في الجولة الثانية.كما أن جماهير الزمالك غاضبة بسبب عجز الترجي عن هزم المولودية، ونسيت أن فريقها خلال الجولة الأولى لم يقدر على تسجيل أي هدف في مرمى ضيفه الجزائري في لقاء كان شبه حاسم لأن الجميع كان يعتقد أن المواجهات المباشرة هي التي ستكون حاسمة في تحديد الفريقين اللذين سيعبران إلى الدور ربع النهائي من المسابقة.
كما تدل أرقام الزمالك الهجومية على أن الفريق لم يكن جاهزا لهذه البطولة، فهل من المنطقي التفريط في خدمات قلب الهجوم مصطفى محمد بعد إغلاق القائمة الإفريقية ما يعني دخول المسابقة دون قلب هجوم رئيسي. فالزمالك فشل في التسجيل خلال 3 مباريات، من مجموع 6 مباريات، كما أن الفريق سجل هدفا وحيدا في أول 4 مباريات قبل أن يستفيق الهجوم خلال آخر مباراتين ويحرز 6 أهداف.كما أن الهفوات الفردية كانت عديدة في مختلف المباريات، وخاصة ضد المولودية في الجولة الأولى عندما أضاع الفريق العديد من الفرص، أو لقطة هدف الترجي الثاني في رادس أو خطأ الحارس في هدف لاعب الترجي الهوني في لقاء القاهرة. فمن الواضح أن بعض نجوم الفريق فشلوا في الظهور بمستواهم العادي.
وكل هذه المعطيات تثبت أن الزمالك الذي حصد 4 نقاط من 12 ممكنة ضد الترجي والمولودية، لم يكن جاهزا لهذا الموعد والاهتمام بالعديد من الملفات الجانبية مثل تمديد عقد الفرجاني ساسي وإقالة المدرب السابق وغيرهما من الملفات التي جعلت الفريق يخسر فرصه في العبور سريعا ويجد نفسه خارج المسابقات القارية وهو الذي كان من أبرز الفرق خلال السنوات الأخيرة.
فالزمالك الذي سبب مشاكل كبرى للترجي خلال العام الماضي، عندما حرمه من السوبر القاري، ثم أطاح به في ربع النهائي بعد الفوز عليه في القاهرة 3ـ1 ثم الخسارة في تونس 0-1 لم يقدر هذه المرة على الفوز على الترجي في مواجهتين، مكتفيا بتقديم عرض جيد في شوط واحد.
وقد تكون الظروف التي خاض فيها الترجي مباراته الأخيرة سببا في خروج الزمالك، ولكن المؤكد أن الفريق لم يعد نفسه بالشكل المطلوب للمنافسة، لتكون الحصيلة خروج واحد من أهم الفرسان بشكل مبكر.