أن تحمّل الحكومة السورية الإدارة الأميركية العدوانية مسؤولية ما يجري من إرهاب بحق الشعب السوري، وأن تحملها عواقب سياساتها الإجرامية تلك، فهذا ليس من باب محاولة (شيطنتها) أو اتهامها بما ليس فيها، فأميركا وإداراتها المتتابعة كلها لا تحتاج إلى أي (شيطنة) لأن سياساتها الإجرامية ضد السوريين وشعوب العالم تنضح بكل الممارسات الشيطانية البعيدة عن كل أخلاق الإنسانية وقوانينها وشرائعها.
ولننظر إلى كل ما تفعله هذه الإدارة بحق السوريين، وبكل أنواع التجييش والتحريض لحلفائها الغربيين وأتباعها الأوروبيين وأدواتها الإقليمية ليسيروا على خطاها بالحصار والعقوبات وتشديد الإجراءات القسرية ضدهم، والمضي بتجويعهم ومنع الغذاء والخبز عنهم، لنتأكد كم هي موغلة بدم السوريين وكم هي مطالبة اليوم بوقف عدوانها وجرائمها بحقهم.
فأميركا بإدارتيها (الديمقراطية) الحالية و(الجمهورية) الراحلة، وبحمائمها المزعومة وصقورها من أصحاب الرؤوس الصهيونية الحامية، هي من أسس التنظيمات الإرهابية المتطرفة وأرسلتها إلى سورية والمنطقة لتعيث فساداً وقتلاً وتدميراً ونشراً للفوضى الهدامة، وهي التي أعادت إنتاجها وتدويرها غير مرة كما فعلت مع (داعش والنصرة وقسد) وغيرها لتزيد من معاناة السوريين وتدمر مؤسساتهم وتقسم خريطتهم.
وهي التي قصفت بطائرات تحالفها الدولي المزعوم لمكافحة الإرهاب القرى والمدن ودمرت بعضها عن بكرة أبيها كما فعلت بالرقة، وقتلت آلاف الأبرياء من السوريين بذريعة قصف المتطرفين، وهي التي أنتجت إرهاب (قيصر) وعقوباته الظالمة بحقهم، وهي التي تتدخل يومياً بكل اجتماع في منظمة حظر الأسلحة الكيميائية ومجلس حقوق الإنسان ومجلس الأمن الدولي والوكالة الدولية للطاقة الذرية، وغيرها من المؤسسات الدولية، لتعيد إنتاج القرارات التي تحاول إدانة سورية، وكي تحشو مشاريع المزيد من تلك القرارات بكل ألوان التضليل والأكاذيب والفبركات والمسرحيات الهوليودية.
هي التي تسرق نفط السوريين وتحرق قمحهم وتنهب ثرواتهم في وضح النهار، وهي التي تبني القواعد العسكرية غير الشرعية فوق أراضيهم التي تحتلها وتتخذها منطلقاً لعملياتها الحربية ضدهم ومكاناً آمناً لتدريب مرتزقتها وإعادة إنتاجهم في كل مرة تحتاجهم فيها وتستثمرهم في داخل سورية وخارجها، وهي التي تحتل مخيمات اللجوء كمخيم (الركبان) وتدعم القتلة والإرهابيين داخله.
هي التي ترعى الحرب العدوانية العسكرية ضد السوريين منذ عشر سنوات وحتى اليوم، وهي التي تؤازر العدوان الإسرائيلي في كل مرة ضد سورية، وهي التي تمارس الإرهاب الاقتصادي والدبلوماسي والإعلامي وكل أنواع الإرهاب بحقها، وليس هذا فحسب بل تحاول أن تشرعن احتلال الكيان الإسرائيلي للجولان المحتل مع أن القرارات الدولية تطالبه بالانسحاب الفوري منه، وتصدر إداراتها البيانات التي تزعم اعترافها بالسيادة الإسرائيلية عليه.
أميركا هي من يدعم الميليشيات الانفصالية الإرهابية (قسد) في الجزيرة السورية لإحداث خرائط التقسيم الواهمة، وبعد كل هذا أليست ممارسات أميركا هذه هي سلوك خارج عن القانون الدولي، ويستحق الإدانة والمساءلة عليه من جانب المجتمع الدولي؟ ويستحق تحميل إدارتها العدوانية عواقب سياساتها الإجرامية بحق الشعب السوري، ودعوتها للكف عن ذلك وإنهاء حصارها وعقوباتها وتعويض السوريين عن الخسائر الهائلة التي ألحقتها بهم؟!.
من نبض الحدث- بقلم مدير التحرير أحمد حمادة