رصاصة واحدة في رأس المواطن الأميركي من أصل أفريقي دوانت رايت الذي قتلته الشرطة الأميركية لتجاوزه إشارة المرور في مدينة مينيابوليس بولاية مينيسوتا !؟، كانت كافية للإجهاز على ما تبقى من (ديمقراطية) أميركا المزعومة التي تمتطيها للإجهاز على العالم الذي لا يزال تحت تأثير صدمة قتل جورج فلويد الذي خنقته الديمقراطية ذاتها قبل بضعة شهور!!، لكن الشارات المرورية الحمراء التي باتت أميركا تقتل مواطنيها إذا تجاوزوها ؟، تختلف عن الشارات الحمراء التي رسمتها وحددتها موسكو والتي أبلغت بها السفير الأميركي في روسيا بعد أن استدعته إلى مكتب مساعد الرئيس بوتين، وتختلف أيضاً عن شارات إيران الحمراء التي بدت أكثر براغماتية حين سارعت بالرد على العنجهية الأميركية بطريقتها المعهودة في حياكة ونسج سياساتها واستراتيجياتها حيث أعلنت عن رفع نسبة تخصيب اليورانيوم إلى ٦٠ بالمئة.
وفيما بدت صدمة العالم أكثر حدة وشدة من ديمقراطية تغتال المواطنين على شارات المرور!!؛ تمضي الإدارة الأميركية بسياسة التصعيد المتدحرج على كل الجبهات وتفتح النار في كل الاتجاهات، في محاولة منها لردم تلك الفجوة الواسعة التي مزقت واخترقت غطرستها وهيبتها حتى لو كان السبيل إلى ذلك باستحضار خيارات وأوراق محروقة ومهترئة لم تؤدِ إلا لمزيد من الهستيريا والتخبط.
الولايات المتحدة وبرغم هذا الزخم الضخم في الاستعراض والغرور والغطرسة، تبدو اليوم عاجزة عن إدارة (مخالفة مرورية) على أراضيها دون اللجوء إلى استخدام السلاح والقتل والعنف؛ فكيف لها أن تدير وتسوي وتحل أزمات دولية كان لها اليد الطولى في إثارتها وإشعالها دون أن تحرك أساطيلها وحاملات طائراتها!.
أميركا وبقدر ماهي مهد الديمقراطيات والحريات الزائفة، بقدر ما هي مهد الإرهاب والقتل والجريمة، حيث يقتل الإنسان للون بشرته أو لتجاوزه إشارة مرورية؛ وكل ما سبق هو مؤشر لمرحلة قادمة قد تكون الأكثر كارثية على الولايات المتحدة في الدرجة الأولى.
من نبض الحدث- فؤاد الوادي