ليس ثابتاً أن قوة أي منتخب تكون مطابقة لمدى الاهتمام باللعبة وصرف الأموال عليها، فقد تجد بلداناً لا تولي اهتماماً كبيراً لكرة القدم ومع ذلك يكون لديها منتخب يفاجئ جمهوره ويلمع في المحافل الدولية!! وهذا الأمر ينطبق على بعض الدول الأفريقية، و حتى على منتخب أوروبي مثل كرواتيا، بينما نجد دولاً خليجية تنفق لحد الإسراف على كرتها لتبني منتخبات هزيلة، أو أقل مستوى من منتخبنا؟!.
ثمة الكثير من التعقيد في المسألة، فالأمر يتعلق بالتنمية المستدامة، وليس الموسمية، لا أن تحصل إدارة النادي ومدربوه على فرصة موسمية ويحققون النجاح، بعدما تلقوا كل الدعم المطلوب، ويحصل بعدها ما يحصل.
تأسيس المنتخب ليس مرتبطاً بالمال والدعم فقط، بل بالعمل الصادق المستدام، فلابد من أن أؤدي دوري في البناء منذ القاعدة ليأتي بعدي من يجد أساساً يستند عليه، أصقل مواهب لاعبين قابلين للتطور أكثر حتى يعمل المنتخب على أساس مبرمج وفق خطط واستراتيجيات آنية ومستقبلية.
علينا أن نحدد أهدافنا وإلى أين نريد أن نصل، فحتى لو وجد منتخب قوي حالياً وقادر على الإبهار فإنه لن يستطيع الاستمرار دون البيئة المناسبة والحاضنة السليمة، ولو أنفقنا المال على منتخبنا حالياً فقط لنلمع في الموسم، فإن هذه استراتيجية فاشلة، والبناء الصحيح يكون من الأسفل إلى الأعلى، حتى لو صبرنا وطال الوقت، لكن حينها سيتحول النجاح إلى ثقافة، إلى تنمية مستدامة ومتصاعدة ستجلب منتخباً متجدد القوة.
مابين السطور- سومر حنيش