أثمرت لقاءات المؤتمر الدولي للتحوّل الرقمي في دورته الثالثة عن فُرص وتحديات مكّنت سورية من إثبات حقيقة أنها حاضنة وقلب العروبة النابض بمشاركات عربية ودولية لخبراء وهيئات ومراكز بحثية هذا من جهة، ومن جهة أخرى رسم المؤتمر استراتيجيات وسياسات دولية لترسيخ التحوّل الرقمي وسدّ الفجوة الرقمية في البلدان العربية بقرار وجهود عربية – عربية.
ثقافة التحوّل الرقمي في سورية تدعو إلى التفاؤل برغم ماتُكابده وتعانيه البلاد من تبعات الحرب والحصار الجائر، فتأسيس البنى التحتية بجهود محلية وخلق البيئة التشريعية قابل للتحقيق خاصة وأن سورية بدأت بمشروعها الإلكتروني منذ عقدين من الزمن وأكثر، وقد تمّ تزويدها بمزوّد خدمة انترنت رئيسي منذ عام ٢٠٠٠ ومنذ ذلك تبنّت سورية مبادرات تعزيز المحتوى العربي، وبقيت مزودات خدمة الانترنت في تزايد إلى أن غطت كامل الجغرافية السورية.
الخطط والاستراتيجيات السورية في مجالات التحول الرقمي تعلن أن سورية دولة رقمية عام ٢٠٣٠ إذا ماواصلت الجهات الحكومية والمعنية تنفيذ تلك الخطط دون أي معوّقات، وقد بدأت الحكومة بتقديم بعض الخدمات الالكترونية في مراكز مختلفة تعزز التحول الرقمي على المستوى الخدمي والاقتصادي.
أما على المستوى الثقافي والإعلامي والمعرفي فالخطوات والجهود يقع على عاتقها العمل الأكبر باعتبار سورية دولة الثقة والحاضن العروبي والنبض بكل معانيه اللغوية والثقافية والفكرية والمقاومة لكلّ أشكال الليبرالية والتغول الرقمي الذي يسعى لطمس ملامح العروبة.
المحتوى الرقمي العربي نبض عروبي جديد، مسؤوليات وتحديات سدّ فجواته سورية عروبية بامتياز، وعمليات البحث والريادة والاستدامة فيه تقع على عاتق الباحثين والعلماء والمفكرين والأدباء والإعلاميين وحتى المتلقين في تصويب مساراته في عالم الفضاء الأزرق الذي يغزو العالم بمكوّنات حديثة، والديمومة للحقائق المعرفية السورية المقاومة وللشرفاء من العالم العربي في كلّ الميادين بما فيها المحتوى الرقمي العربي.
رؤية- هناء الدويري