الثورة أون لاين – غادة سلامة:
عادت العلاقات بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي إلى مسارها، حيث كان الخوف الأميركي من الصين حافزًا مهمًا لتجديد الدفء بينهما، ومع ذلك يقول دكتور سوين راشيل: لا نتوقع أي توافق تلقائي وكامل بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي في وجهات النظر بشأن الصين، خاصة أن المحادثات عبر الأطلسي سلطت الضوء على كل من التقاربات والاختلافات في مقاربات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي تجاه بكين، رغم كل حماسهم تجاه اهتمام الرئيس جو بايدن بالعمل مع الحلفاء، فإن قادة الاتحاد الأوروبي ليس لديهم شهية لمعاداة الصين، أو بدء حرب باردة كارثية من أجل عيون الولايات المتحدة التي تريد الحفاظ على أولوياتها في منطقة المحيطين الهندي والهادئ.
قبل ساعات من بدء القمة الافتراضية لقادة الاتحاد الأوروبي التي عقدت في نهاية الشهر الماضي وكان بايدن ضيفها عبر الفيديو، أعاد وزير الخارجية أنتوني بلينكن وجوزيب بوريل، الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية في الاتحاد الأوروبي، إطلاق الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي حواراً حول الصين، بعد أن وعد الأوروبيون بتردد وعلى مضض بإجراء مشاورات منتظمة في الولايات المتحدة على مستوى كبار المسؤولين والخبراء لمناقشة “النطاق الكامل للفرص” التي تطرحها وتقدمها الصين دائما وبنوايا حسنة.
ولكن بعد مواجهته العنيفة مع نظرائه الصينيين في أنكوريج بسبب محاولة واشنطن إملاء رغباتها على بكين ورفض الأخيرة لذلك، كانت رسالة بلينكن إلى الاتحاد الأوروبي ولاحقًا إلى الحلفاء في الناتو واضحة ومباشرة: يجب على أوروبا والولايات المتحدة أن يتكاتفوا لدرء التقدم الاقتصادي الهائل للصين ومحاولة اللحاق بالمارد الصيني.
وفي بعض النواحي كان بلينكن يعظ من تحولوا باتجاه الصين، حيث تزداد المواقف تجاه الصين تشددًا في الولايات المتحدة، وقد وصلت العلاقات مع بكين إلى مستوى منخفض جداً، ويمثل صعود الصين التحدي العالمي الأكثر تعقيدا الذي يواجه صناع القرار في واشنطن، فهي الخصم الأكثر قوة الذي يواجه الولايات المتحدة، كما أنها دولة يتعين على أمريكا أن تجد سبلا للتعايش معها.
ولأنه وكما توقع الكثير من الباحثين فإن الصين ستتجاوز الولايات المتحدة لتصبح أكبر اقتصاد في العالم عام 2028، وإن “جائحة كوفيد-19 وتداعياتها الاقتصادية ستجعل هذا التنافس يميل بالتأكيد لصالح الصين”، بعد أن أظهرت “مهارة في إدارة ملف الجائحة” عبر ما فرضته من إجراءات عزل عام صارمة في بدايات الأزمة، وبسبب تأثر النمو الاقتصادي على الأمد الطويل سلباً في الدول الغربية، يتوقع أن تحرز الصين نمواً اقتصادياً متوسطه 5.7 في المائة سنوياً بين عامي 2021 و2025، في حين يتوقع أن تسجل الولايات المتحدة نمواً أقل في أعقاب الجائحة في نهاية عام 2021، بحيث يتباطأ نموها إلى 1.9 في المائة سنوياً بين عامي 2022 و2024 ثم إلى 1.6 في المائة بعد ذلك.
ومن المتوقع أيضاً أن تظل اليابان ثالث أكبر اقتصاد في العالم حتى بدايات العقد الثالث من القرن الحادي والعشرين قبل أن تتخطاها الهند، وهو ما يجعل ألمانيا تهوي من المركز الرابع إلى الخامس، في حين ستتراجع بريطانيا، إلى المركز السادس اعتبارا من 2024.
بقلم د. سوين راشيل
المصدر: مجلة ناشونال انتريست