سورية قلب العروبة ونبض المقاومين الأحرار

الثورة أون لاين- راغب العطيه:
ارتبطت أهمية سورية على الساحة الدولية تاريخياً بمركزها المتميز في ملتقى ثلاث قارات وعلى احتوائها لثقافات متنوعة، وبفضل موقعها الجغرافي الاستراتيجي تعد أحد أهم محاور التجارة العالمية بين الشرق والغرب، وفوق هذا وذاك كانت وما زالت السد المنيع في مواجهة المشاريع الاستعمارية الغربية، القديمة منها والجديدة التي تستهدف الأمة العربية، وهي التي يعدها الكثير من الباحثين في الشؤون السياسية والاقتصادية والعسكرية (أصغر دولة كبرى) في العالم.
وتعد سورية بيضة القبان في ميزان الصراع العربي الصهيوني، وبدونها لا يمكن للدول العربية أن تقوم لها قائمة، والشاهد على ذلك وضع ما يسمى جامعة الدول العربية الهزيل والمتردي، بعد أن غابت سورية عنها في الفترة الأخيرة، نتيجة لسياسات بعض الدول التي انخرطت في المشروع الإرهابي الأميركي ضد سورية والمنطقة، متناسين الدور السوري المحوري في تأسيس هذه المؤسسة العربية التي طالما عملت دمشق من خلالها على تحقيق تضامن عربي حقيقي، وهو أضعف الإيمان بالنسبة لها، في ظل وجود أنظمة رجعية تدعي العروبة ولكن أوامرها تأتي من خارج حدود الوطن العربي.
وفي سياق حديثنا حول دور سورية الريادي ومواقفها السياسية الهامة من كونها قلب العروبة النابض والحامل الأساسي لجبهة المقاومة ضد سياسات الهيمنة والاستعمار والاحتلال، لابد من الإشارة إلى الدور السوري في مواجهة المشروع الصهيوني على كافة الأصعدة بما فيها المقاومة المسلحة، فكان السوريون أول من حارب الهجرات اليهودية المبرمجة، من جميع أنحاء العالم، وخاصة من أوروبا إلى فلسطين العربية أواخر القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين، وقاوموا “الانتداب البريطاني” كمقاومتهم لـ”للانتداب الفرنسي”، كما رفض السوريون قرار التقسيم الذي أصدرته الجمعية العامة للأمم المتحدة في تشرين الثاني عام 1947 رفضاً قاطعاً، وهم أول من دعا إلى تشكيل جيش عربي للدفاع عن فلسطين، فكان جيش الإنقاذ الذي شارك فيه الجيش العربي السوري بواحد من أفضل ألويته الثلاثة التي هي قوام الجيش، وقاتل الجنود السوريون قتال الأبطال عام 1948 على تراب فلسطين ضد القتلة والمجرمين الذين جلبتهم الصهيونية العالمية من كل أصقاع الأرض، ولم يغادر الجنود السوريون الأبطال أرض فلسطين حتى 2 تشرين الثاني 1949 تنفيذاً لاتفاقية الهدنة الدائمة بين الدول العربية والعدو الصهيوني.
وبقيت القضية الفلسطينية وما زالت قضية السوريين الأولى رسمياً وشعبياً، ولم تتراجع مكانتها في وجدانهم حتى في أحلك الأيام، وبسبب موقف سورية الثابت قيادة وشعباً وجيشاً في الدفاع عن حرية فلسطين وحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة والمحمية وبالقوانين والشرائع الدولية وحقوق جميع العرب، تشن اليوم عليها حرباً إرهابية لم يعرف التاريخ مثيلاً لها، أدواتها التنظيمات الإرهابية المتطرفة ورعاتها دول كبرى وإقليمية وعربية، بزعامة الولايات المتحدة الأميركية.
وتتعزز مكانة سورية اليوم بقيادة السيد الرئيس بشار الأسد إقليمياً ودولياً من خلال جهودها في محاربة الإرهاب، والانتصارات التي يسطرها الجيش العربي السوري كل يوم ضد الإرهابيين والمرتزقة، دفاعاً عن سورية والمنطقة والعالم ككل، ما يجعلها المحرك الأساسي في المعركة الإنسانية على الإرهاب، في ظل تواطؤ الغرب وتخاذله المشبوه.
وكما عرف العالم سورية بمكانتها الحضارية والإنسانية المتميزة، وأصبحت الموطن الثاني لكل إنسان في هذه المعمورة، عرفها العرب قديماً وحديثاً بالقدوة والأنموذج، ولم تأت تسمية الزعيم العربي الراحل جمال عبد الناصر لها بقلب العروبة النابض من فراغ، بل كانت انعكاساً حقيقياً للواقع السياسي والاجتماعي والثقافي السوري الذي طالما حلم بوحدة الأمة العربية في دولة واحدة، تحت راية واحدة، وما زال هذا الحلم يكبر في نفوس السوريين إلى يومنا هذا، رغم كل الجراح التي أحدثتها حراب الإرهاب المسمومة المدعومة والموجهة ممن يسمون أنفسهم عرباً في الجسد السوري.
فكانت تسمية قلب العروبة النابض بمثابة ختم على إعلان الوحدة بين سورية ومصر في شباط 1958، وعلى كل المشاريع الوحدوية التي تم طرحها فيما بعد، وقول شريك الوحدة عبد الناصر في خطابه بتاريخ 24 شباط 1958من وسط دمشق: ” لقد كنت دائما أتمنى في السنين الأخيرة أن أزور دمشق لأنني كنت أشعر في كل وقت بأنها قلب العروبة النابض، ففيها تتفاعل القومية العربية، ومنها تتصاعد مُثُل القومية العربية، وقلبها يخفق بالوحدة وتدعيم القومية العربية” شاهد حي وباق للأبد يشهد بأن سورية هي أس العروبة وأساسها.

ولم ينعكس الانفصال الأسود الذي تم بشكل غادر بدعم من الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا وفرنسا وبعض الأنظمة العربية، في 28 أيلول 1961 وما تبعه من انتكاسات سياسية وعسكرية على المستوى العربي، والتي انتهت بهزيمة عسكرية أمام العدوان الصهيوني الغربي في حزيران 1967، لم ينعكس سلباً على النفس العروبي والقومي لدمشق، بل كان حافزاً لخوض معركة التحرير الكبرى في 6 تشرين الأول عام 1973 بقيادة القائد المؤسس حافظ الأسد، وتحقيق انتصارات على العدو الصهيوني لا زالت تعطي مفاعيلها الإيجابية على الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والعسكرية للسوريين والعرب إلى يومنا هذا، وخاصة في مجال مقاومة الاحتلال والاستعمار والهيمنة وكل المشاريع المشبوهة التي تخطط لها واشنطن والصهيونية العالمية ومن لفّ لفّهما.

آخر الأخبار
الرئيس الشرع يلتقي بوزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل درعا: مطالبات شعبية بمحاسبة المسيئين للنبي والمحافظة على السلم الأهلي "مياه دمشق وريفها".. بحث التعاون مع منظمة الرؤيا العالمية حمص.. الوقوف على احتياجات مشاريع المياه  دمشق.. تكريم ورحلة ترفيهية لكوادر مؤسسة المياه تعزيز أداء وكفاءة الشركات التابعة لوزارة الإسكان درعا.. إنارة طريق الكراج الشرفي حتى دوار الدلّة "اللاذقية" 1450 سلة غذائية في أسبوع أهال من درعا ينددون بالعدوان الإسرائيلي على دمشق ‏الحوكمة والاستقلالية المؤسسية في لقاء ثنائي لـ "الجهاز المركزي" و"البنك الدولي" المستشار التنفيذي الخيمي يدعو لإنشاء أحزمة سلام اقتصادية على المعابر وزير المالية: محادثاتنا في واشنطن أسفرت عن نتائج مهمة وزارة الرياضة والشباب تطوي قرارات إنهاء العقود والإجازات المأجورة لعامليها طموحاتٌ إيران الإمبريالية التي أُفشلت في سوريا تكشفها وثائق السفارة السرية خبير اقتصادي لـ"الثورة": إعادة الحقوق لأصحابها يعالج أوضاع الشركات الصناعية عمال حلب يأملون إعادة إعمار المعامل المتضررة مركز التلاسيميا بدمشق ضغط في المرضى وقلة في الدم الظاهر: نستقبل أكثر من ٦٠ حالة والمركز لا يتسع لأك... استمرار حملة إزالة البسطات العشوائية في شوارع حلب الأونروا: لم تدخل أي إمدادات إلى قطاع غزة منذ أكثر من 7 أسابيع صحة حلب تتابع سير حملة لقاح الأطفال في منبج