الثورة أون لاين- راغب العطيه:
تعد الانتخابات الرئاسية في أي دولة كانت محطة مهمة في حياتها السياسية والدستورية، وذلك لأنها تأتي تطبيقاً أميناً لما يحدده الدستور الذي هو القانون الأول والأسمى في البلاد.
وفي الحالة السورية التي تعيش في حالة مواجهة مفتوحة مع التنظيمات الإرهابية والدول الاستعمارية الداعمة لهذه التنظيمات، فالانتخابات الرئاسية لها معان أخرى- غير أنها استحقاق دستوري ووطني ويجب إجراؤه في موعده المحدد- أهمها أنها تصب في إطار استقلالية القرار الوطني بالرغم من كل محاولات التعطيل التي تسعى منظومة العدوان جاهدة أن تستخدمها للتشويش على هذه الاستحقاقات الوطنية دعما للتنظيمات الإرهابية التي تعيش أيامها الأخيرة على الأرض السورية.
ومع مرور عدة أيام من إعلان مجلس الشعب فتح باب الترشح للانتخابات الرئاسية تطبيقاً لأحكام الدستور، وتحديده لموعد اقتراع المواطنين السوريين غير المقيمين على الأراضي السورية في السفارات السورية في الـ 20 من أيار القادم، وللمواطنين السوريين المقيمين على الأراضي السورية في 26 من الشهر نفسه، تقدم عشرات المواطنين السوريين إلى المحكمة الدستورية العليا بطلبات ترشح لمنصب رئيس الجمهورية العربية السورية.
وبموازاة الحراك السياسي والدستوري الجاري على قدم وساق في مجلس الشعب والمحكمة الدستورية العليا وفي مؤسسات الدولة المعنية تحضيراً للاستحقاق الرئاسي، هناك تفاعل شعبي واسع ولافت مع هذا الحدث الديمقراطي الوطني.
ويدل هذا التفاعل الشعبي الواسع على الوعي الوطني المتجذر في نفوس المواطنين السوريين، وعلى اهتمامهم بالمشاركة الفعالة في الانتخابات الرئاسية كونها محطة ديمقراطية مهمة في تاريخ سورية الحديث، كما أنها تعد انتصارا آخر يضاف إلى الانتصارات التي يحققها الجيش العربي السوري على التنظيمات الإرهابية وداعميها.
واليوم ومع اقتراب إعلان النصر النهائي على المشروع الإرهابي الأميركي، يحق لسورية أن تجري استحقاقاتها الدستورية في موعدها، وان تؤكد للأعداء أن جميع إجراءاتهم القسرية الأحادية ليست إلا محفزات للسوريين للتمسك أكثر فأكثر باستحقاقاتهم الدستورية، وفي مقدمة هذه الاستحقاقات انتخاب رئيس للجمهورية العربية السورية، وهم دائماً على يقين بأن أصواتهم في صناديق الاقتراع أقوى من أسلحة وصواريخ الأعداء.