الثورة أون لاين – ريم صالح:
ليس الأميركي وحده، أو الصهيوني، أو التابع الأوروبي، أو حتى الانتهازي التركي، أو المرتهن الخليجي ممن تآمر على السوريين، وليسوا وحدهم من تسببوا بمعاناتهم، ليسوا وحدهم المسؤولين عن دماء السوريين التي أريقت، ولا عن أطفالهم الذين تيتموا، أو نسائهم اللاتي ترملن، ولا عن شبانهم الذين فقدوا أطرافهم، ليسوا وحدهم من أجبر السوريين على الرحيل والنزوح من بيوتهم، وليسوا وحدهم وراء نهب ثرواتهم، وممتلكاتهم، ومحاصيلهم، وتدمير بيوتهم، وبناهم التحتية، ومحاربتهم بقوت يومهم، وبمياه الشرب ، بل دائماً وأبداً كان هناك دور كبير للعملاء والخونة، وما أكثر هؤلاء العملاء، وما أقذر أولئك الخونة.
صحيح أن مسمياتهم وشعاراتهم قد تعددت، إلا أن أجنداتهم التخريبية التقسيمية كانت واحدة، فالخائن لوطنه يبقى خائناً مهما تلطى بشعارات الوطنية، وكذلك العميل يبقى عبداً للمال والسلطة، وإن راوغ على حبال التدليس، فكل ترقيعاتهم الدبلوماسية وبروباغنداتهم التضليلية لا يمكن أن تنطلي على السوريين الذين يعرفون تماماً هول الخراب والدمار الذي سببه أولئك العملاء والخونة لوطنهم سورية، عندما باعوا ضمائرهم لنظام الإرهاب الأميركي، وكيان الأباراتيد الصهيوني، وارتضوا الذل والعار مقابل ملايين الدولارات من محميات الخليج المرتهنة.
من منا لا يذكر ما يسمى مجلس اسطنبول؟، من منا لا يذكر ما يسمى الائتلاف السوري؟، من منا لا يذكر أجندات وطروحات من يدعون زوراً وبهتاناً أنهم يمثلون الشعب السوري وأنهم الناطقون باسمه؟، من منا لا يدري كم زار أولئك العملاء الكيان الصهيوني؟، وكم استجدوه ليشن اعتداءاته السافرة على مواقع الجيش العربي السوري بهدف إنقاذ الإرهابيين؟، من منا لا يعرف أن جرحى الإرهابيين كانوا ولا يزالون يتعالجون في مشافي الاحتلال الإسرائيلي؟ من منا لم يسمع بما يسمى “الجيش الحر” المنضوي تحت راية رعاة الإرهاب، من منا لم ير على شاشات التلفزة إجرام “قسد” وإرهابها بحق السوريين في أماكن تواجدها؟.
بل ما الذي يمكن أن نفهمه من شكل ولون العلم الذي رفعه العملاء والخونة في بداية الحرب الكونية على سورية، وتحديداً فيما يسمى بـ “مجلس اسطنبول”؟، أوليس هو ذات العلم الذي سبق للمندوب السامي الفرنسي في دمشق زمن الاستعمار أن اقترحه على بعض أتباعه واختاروا له ثلاث نجمات وتعني تقسيم سورية لثلاث دول؟.
وعلى سبيل الذكر والاستشهاد فإن المدعو عصام زيتون زار كيان الاحتلال الإسرائيلي عدة مرات، بل إنه شارك عام 2016 في ما يسمى “مؤتمر هرتسليا للأمن القومي الإسرائيليّ”، الذي حضره متزعمو مجرمي الحرب الصهاينة، وفي مُقدّمتهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو والوزراء ومتزعمو جيش الاحتلال.
وكان لزيتون طروحات غاية في العمالة والخيانة حينها، حيث طرح ما سماه مبادرة للسلام تتضمن تقسيم سورية، ووضعها تحت الوصاية الدولية.
المدعو كمال اللبواني لا يقل عن زيتون في عمالته وارتهانه أيضاً، حيث زار هو الآخر الكيان الغاصب ثلاث مرّات، واقترح على حكامه مقايضة الجولان العربي السوري المحتل مُقابل استهداف الدولة السورية.
وهنا لا بد لنا من التنويه كذلك إلى أن تنظيمات إرهابية عديدة تم تأسيسها على الأراضي السورية، وضمت في صفوفها وللأسف سوريين، ليكونوا ذراعاً للأميركي والصهيوني والدول المعادية من جهة، ووقوداً للحرب من جهة ثانية، وعلى سبيل الذكر لا الحصر هناك ما يسمى “الجيش الحر، وجبهة النصرة، وجيش الإسلام، وهيئة تحرير الشام”، وغيرها الكثير، وكل فصيل إرهابي مسلح كان مرتهناً لدولة ما، وينفذ أجنداتها وإيعازاتها، بل كان يقاتل الفصيل الإرهابي الآخر كون هذا الفصيل مرتهن لدولة تعادي الدولة التي يعمل لحسابها.
العملاء والخونة في الأراضي السورية كانوا مجرد أدوات ودمى رخيصة، تباع وتشترى في سوق النخاسة العربية والدولية، وترمى بعيداً في حال استنفاد رصيدها، أو انتهاء صلاحيتها، ويبقى اللافت هنا أن أسماء عديدة قامت أميركا بتلميعها، وتعويمها، وتقديمها أممياً على أنها ممثلة للشعب السوري، ولكن أين هي تلك الأسماء الآن، لماذا لم نعد نسمع عنها شيئاً؟، أوليس لأن أوراقها قد احترقت؟.
ولكن تبقى الحقيقة الساطعة أن لأولئك العملاء والخونة أجنداتهم الخاصة أيضاً، فالبعض يرتهن لمطامع انفصالية بحتة، ولهاثاً خلف كانتونات انفصالية يتسيدها، وإن أريقت دماء آلاف السوريين من أجل ذلك، والبعض الآخر يستميت ليملأ جيوبه وأرصدته البنكية بالملايين والمليارات.
ولكن المؤكد أن مزابل التاريخ بانتظار العملاء والخونة من ماركة “قسد” وأشباهها، وأن السوريين لم ولن يسامحوا كل من قامر بدمهم، وتاجر بأزمتهم، ونهب ثرواتهم، ووضع يده بيد عدوهم، وكان خنجراً مسموماً مسلطاً على رقابهم، ووحدهم حماة الديار من سيحررون الأرض من براثن الغزاة المعتدين، وسيطهرونها من رجس ودنس كل عميل، أو خائن، أو مرتهن، وستبقى سورية سيدة حرة مستقلة موحدة من شمالها إلى جنوبها، ومن شرقها إلى غربها، رغم أنوف الواهمين.