ليست مصطلحاً جغرافياً وإنما تلك المنطقة التي تنعم فيها فرق الدوري الكروي بالأمان من الهبوط كما تبتعد عن المنافسة على اللقب، أو المقدمة على أقل تقدير، وليس مبالغة القول إن الأندية التي تدخل تلك المنطقة، طواعية أو قسراً، ينفق عليها من الأموال وتستنفد جهوداً أكثر بكثير مما تتطلبه المنطقة الساخنة أو المشتعلة بالمنافسة، سواء في القمة أم في القاع؟! ويعزو المراقبون هذا الأمر إلى التحفيز وضرورته، إذ أن الفرق في المناطق الملتهبة، غالباً ما تكون وصلت إلى قمة هرم الدوري نتيجة تماسك صفوفها وقوتها وروحها القتالية العالية، وهنا لا يعود المال أمراً كبير الأهمية لتحفيزها.
أما المناطق الدافئة بالدوري حيث تهرب الفرق من صقيع الهبوط منها وتتبارز على البقاء فيها فهنا يكون التحفيز واجباً، فالفرق تكون منهكة، وروحها القتالية أحبطت وأوشكت على السقوط، وخائفة وحائرة أيضاً.
فهل هو هدر للمال أن يتم صرفه على هكذا أندية؟ ولماذا يتم صرف مبالغ كبيرة على فرق ليس لديها إمكانات لتكون في المقدمة، كما أنها تحصر واجباتها في الدوري في مجرد البقاء بين الأقوياء؟! ولماذا لا يتم إنفاق المال على فرق تترشح لبطولات قارية وعالمية؟! لماذا تفتح الأندية المهددة بالهبوط خزائنها وتغدق المال الوفير على اللاعبين في كل مباراة تبعدهم خطوة عن الهبوط؟ إنها عدا عن التحفيز غريزة البقاء لدى الإدارات، وهو أمر شائع في كل العالم، ومن الممكن القول إنه بات علامة فارقة لدورينا الكروي عن باقي الدوريات، إذ يكاد يهبط فريق الفتوة إلى الدرجة الأولى فتنهال عليه الأموال من كل حدب وصوب، بينما نجد فرقاً في أعلى سلم الترتيب، ولا يتلقى لاعبوها مكافآت!!.
ختاماً، لماذا لا تشتغل الإدارات على التحفيز منذ بداية الدوري، لماذا تنتظر من الفريق أن يصارع على البقاء في المناطق الدافئة؟ ثم تأتي الحوافز دفعة واحدة، وربما بعد فوات الأوان ؟!.
مابين السطور – سومر حنيش