الحرب العدوانية على اليمن.. القصة الكاملة – الجزء الأول

الثورة أون لاين -د. ذوالفقار علي عبود:
قامت إدارة الرئيس الأميركي جوزيف بايدن بمجموعة من الإجراءات تجاه الملف اليمني، منها إلغاء تصنيف إدارة ترامب لحركة أنصار الله كمنظمة إرهابية، وتعيين مبعوث خاص لليمن، وتقليص الدعم المقدم لقوات العدوان السعودي، ودعم عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة، وترافقت هذه الإجراءات بتقديم تأكيدات للسعودية فيما يتعلق بالدفاع عن سلامتها الإقليمية، كما تم تعيين روبرت مالي مبعوثاً خاصاً للولايات المتحدة إلى إيران.
في أواخر شهر آذار من عام 2015، طلب السعوديون من إدارة أوباما إذناً للتدخل عسكرياً في اليمن، بحجة أن حركة أنصار الله، التي تقول السعودية بأنها مدعومة من إيران، في طريقها للسيطرة على اليمن، كان السعوديون يشيرون إلى مخاوفهم المتزايدة بشأن سيطرة الحركة على حدودهم الجنوبية.
ونظراً لإدراك الولايات المتحدة للتاريخ المتقلب للتدخلات الأميركية في المنطقة العربية، ومدى صعوبة هزيمة الحركة عسكرياً، واعتقادها بأن المملكة العربية السعودية كانت تبالغ في وصف دور إيران في المنطقة، وبأن القوات المسلحة السعودية وعلى الرغم من تزويدها جيداً بالأسلحة الأميركية الحديثة، إلا أنها ليست جاهزة لخوض حرب خارج حدود المملكة، واعتقاد واشنطن بأنها يمكن أن تقدم استشارات للقيادة السعودية، وعند الضرورة فإنها ستمسك بزمام الأمور، لأجل ذلك قامت الولايات المتحدة الأميركية(إدارة أوباما) بمشاركة معلوماتها الاستخباراتية، وطائرات تزويد الوقود للمقاتلات السعودية، وباعت للسعودية أسلحة حديثة، وقدمت غطاء دبلوماسياً، وهذا كله يجعلها شريكاً للسعودية في سفك دماء اليمنيين.
واليوم، بعد ست سنوات من العدوان الذي تقوده السعودية، تحولت الحرب العدوانية على اليمن إلى كارثة سعودية، فلقد زادت الحرب من زعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط، وأدت إلى إعطاء إيران أوراقاُ قوية للتفاوض، وشوهت سمعة الولايات المتحدة العالمية، كما دمرت الشعب اليمني، الذي يعاني الآن من أسوأ كارثة إنسانية مستمرة في العالم، حيث توفي ما يقارب من ربع مليون مدني نتيجة العدوان وفقاً للأمم المتحدة، نصفهم تقريباً لأسباب غير مباشرة مثل سوء التغذية والمرض، وهناك ملايين آخرون يعانون من الجوع أو بلا مأوى، إضافة إلى تشتت القوى بين عدد كبير من الجهات اليمنية الفاعلة على الأرض، وأصبح حل النزاع أكثر صعوبة.
لقد كان للولايات المتحدة يد كبيرة في الحرب على اليمن منذ البداية، وبالتالي يجب أن تتحمل المسؤولية عن دورها في المأساة،ولأسباب أخلاقية واستراتيجية على حد سواء،
على إدارة الرئيس بايدن أن تجعل من أولوياتها وقف الحرب على اليمن وأن تفعل ما في وسعها للوصول بالصراع إلى نتيجة طال انتظارها، ولكن لمنع التاريخ من تكرار نفسه، يجب على الإدارة الأميركية أيضاً أن تجعل من أولوياتها التعلم من الدروس الكارثية للصراع، فقصة تورط الولايات المتحدة في الحرب هي قصة شراكات متشابكة، وتفكير بالتمني، ونفعية براغماتية بحتة.
فعلى الرغم من سعي الولايات المتحدة إلى الابتعاد عن حرب أخرى في الشرق الأوسط، رأيناها تتواطأ في واحدة من أكثر الحروب رعباً في المنطقة.

آخر الأخبار
"تقصي الحقائق" بأحداث السويداء تلتقي المهجّرين في مراكز الإيواء في إزرع علاقات اقتصادية مع روسيا في إطار تبادل المصالح واحترام السيادة الوطنية تعاون سوري – عُماني لتعزيز القدرات في إدارة الكوارث شراكة جديدة لتحديث التعليم وربط الشباب بسوق العمل زيارة الوفد الروسي.. محطة جديدة في العلاقات المتنامية بين دمشق وموسكو سوريا وروسيا تبحثان بناء شراكة قائمة على السيادة والمصالح المشتركة سوريا: الاعتداء الإسرائيلي على قطر تصعيد خطير وانتهاك سافر للقانون الدولي الشيباني: سوريا تفتح باب التعاون مع روسيا.. نوفاك: ندعم وحدة واستقرار سوريا استهداف قيادات حماس في الدوحة.. بين رسائل إسرائيل ومأزق المفاوضات "إدارة وتأهيل المواقع المحروقة للغابات" في طرطوس تحالف يعاد تشكيله.. زيارة نوفاك  لدمشق ملامح شراكة سورية –روسية  دمشق وموسكو  .. نحو بناء علاقات متوازنة تفكك إرث الماضي  بين إرث الفساد ومحاولات الترميم.. هل وصلت العدالة لمستحقي السكن البديل؟ حلب تفرض محظورات على بيع السجائر.. ومتخصصون يؤيدون القرار 1431 متقدماً لاختبار سبر المتفوقين في حماة أسواق حلب.. وجوه مرهقة تبحث عن الأرخص وسط نار الغلاء دمشق وموسكو.. إعادة ضبط الشراكة في زمن التحولات الإقليمية "اللباس والانطباع المهني".. لغة صامتة في بيئة العمل المغتربون.. رصيد اقتصادي لبناء مستقبل سوريا الأردن: القصف الإسرائيلي على سوريا تصعيد خطير وانتهاك للميثاق الأممي