طريق الإرهاب ونفق رعاته

ثورة أون لاين – بقلم رئيس التحرير عـــلي قــاســـــــم:

لا يبدو ثمة فارق كبير بين نفي داود أوغلو تقديم أي دعم للإرهابيين!! وبين تبرم السعودية من مواقف حلفاء الأمس وهم الشركاء في الضراء والسراء، وقد جمعتهم على مدى الأشهر الماضية قاعات اجتماعات وطروحات وخطط، وقضوا أياماً وليالي في التغني بما ستجنيه جهودهم من بطاقات ثناء من سادتهم ومشغّليهم.
وفي الوقت ذاته، يصعب أن يستوي الموقفان في الخانة ذاتها وعلى الموقد نفسه، حيث الهواجس وعوامل القلق تتباين بتباين الاستنتاجات التي تحكم الطرفين، وقد افترقت المقاربات بين مدّع يبحث عن قارب نجاة حتى لو كان مجرد قشة، وحاقد لا يملك من أدوات السياسة لماماً؟!.‏

ومع تعدد رسائل الإرهاب وهو يجدد في أدواته ويعدل في التكتيكات كردة فعل على المتغيرات في المناخ الدولي، فإن الطريق الذي يسير عليه رعاته وممولوه لم يتغير، فيما النفق الذي دخلوه يبدو دون نهاية.‏

وفيما الارتدادات الناتجة عن دعم الإرهاب تجتاح العالم من غربه إلى شرقه، وسط تراكض واضح لخلع قفازاته بعيداً عن أضواء المقاصصة السياسية، في محاولة لإخفاء القرائن أو التنكر لأدواره ماضياً وحاضراً وربما مستقبلاً، ثمة من يرمي آخر أوراقه في حلبة الإرهاب، ليكون في خط المواجهة الأول، مشاركاً في التخطيط والتوجيه وصولاً إلى التنفيذ.‏

المقارنة بين مواقف أصدقاء الإرهاب تبدو متباعدة ظاهرياً، لكنها تتقاطع في جوهرها ضمن عملية توزيع جديدة لأحجار الشطرنج على الرقعة الأميركية التي تستدير زواياها أحياناً بشكل حاد، وفي بعضها تنفرج أكثر من قدرة تابعيها في المنطقة على الاستدارة وفق إحداثياتها، فيختل توازنها وتفقد عقلها وقدرتها على المحاكمة المنطقية فيجتاحها الهذيان السياسي.‏

وإذا كانت المساحة تتسع بين من يتنصل مما اقترفته يداه، وبين من يصرّ على الغوص إلى القاع، فإن ما يجري على الأرض، يعاكسها تماماً ويدفع إلى الجزم بأن المسافة الفاصلة ليست بعيدة ولا هي خارج المألوف، لاعتباراتٍ تتعلق بالحصيلة التي توجزها مشاهد التنافر الكاذب بينهم.‏

فحين يحاول أوغلو أن يمارس الكذب على العالم، فإنه لا يستطيع أن يكون كذلك مع حلفائه.. من اختلف معهم، ومن لا يزال يراهن على علاقته بهم، فيما الأمر يبدو معكوساً لدى السعودية التي تفتح خطوط تحالفات جديدة، تثير غيظ الكثير من شركائها، ولم تتردد في تسطير رسائل متنوعةٍ ليس آخرها ما جرى في بيروت، ولا تنتهي عند التحضيرات العملياتية لتجنيد المزيد من المرتزقة، ولا في تنشيط حبالها السرية مع إسرائيل.‏

وعلى هذه القاعدة، تواصل السعودية النفخ في موقد الإرهاب وتؤجج نيرانه المشتعلة على أكثر من جبهة ومحور، وعلى القاعدة ذاتها يحاول الكثيرون من شركائها النأي بالنفس دون أن يعني ذلك اختلافاً أو تبايناً، بقدر ما هو تأكيد على أن دعم الإرهاب لا يزال مظلة للجميع، مع فروقات في آلية المقاربة وطريقة المحاكاة له.‏

الفارق الفعلي الوحيد، أن السعودية تدرك أن دورها الوظيفي وصلاحية وجودها كدولة على خارطة المنطقة، بموجب سايكس بيكو أو تداعياته، قد انتهت صلاحيته، وأن بني سعود وأبناء عبد العزيز تحديداً، أصبحوا خارج اعتبارات الخرائط المعدة، بعد انكفاء مخططات الغرب والأميركيين لأنه سيكون صعباً على المشروع المقاوم التعايش مع وجود بني سعود، فحقبة المساكنة القسرية أو الطواعية قد أفلت، ولا مكان لها.‏

على المقلب الآخر، تحاول تركيا أن تغسل صفحات ساستها، وتراهن على المتناقضات في الأدوار المرحلية المستجدة في المنطقة، لتكون الحامل الجديد أو المعبر القانوني لقلب صفحة غاربة، وإن كان رهاناً في الوقت بعد الضائع، فيما بقية الدول الوظيفية تحاول أن تسترشد بين الممول السعودي والمروّج التركي، وبينها من ضاع بين الحالين، فلا ضمانة سياسية بأن يبقى نتف العباءة، ولا بارقة أمل في نفق الدجل التركي!!!.‏

a.ka667@yahoo.com ‏
 

آخر الأخبار
"ذاكرة اعتقال"..  حلب تُحيي ذاكرة السجون وتستحضر وجع المعتقلين "صندوق التنمية السوري".. خطوة مباركة لنهوض سوريا على كل الصعد من الجباية إلى الشراكة.. إصلاح ضريبي يفتح باب التحول الاقتصادي فضيحة الشهادات الجامعية المزورة.. انعكاسات مدوية على مستقبل التعليم   أزمة إدارية ومالية.. محافظ السويداء يوضح بشفافية ملابسات تأخير صرف الرواتب "صندوق التنمية السوري".. إرادة وطن تُترجم إلى فعل حين تُزوّر الشهادة الجامعية.. أي مستقبل نرجو؟ جامعة خاصة تمنح شهادات مزورة لمتنفذين وتجار مخدرات  وزير الاقتصاد: ما تحقق في"دمشق الدولي" بداية جديدة من العمل الجاد "اتحاد غرف التجارة الأردنية" يبحث تطوير التعاون التجاري في درعا تفعيل دور  الكوادر الصحية بالقنيطرة في التوعية المجتمعية "المرصد السوري لحقوق الإنسان" يقطع رأس الحقيقة ويعلقه على حبال التضليل حملة فبركات ممنهجة تستهدف مؤسسات الدولة السورية.. روايات زائفة ومحاولات لإثارة الفتنة مع اقتراب العام الدراسي الجديد...  شكاوى بدرعا من ارتفاع أسعار المستلزمات المدرسية  برامج تدريبية جديدة في قطاع السياحة والفندقة إلغاء "قيصر".. بين تبدل أولويات واشنطن وإعادة التموضع في الشرق الأوسط دعم مصر لسوريا..  رفض الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي السورية  تطوير التشريعات والقوانين لتنفيذ اتفاقيات معرض دمشق الدولي أزمة المياه تتجاوز حدود سوريا لتشكل تحدياً إقليمياً وأمنياً "كهرباء القنيطرة": الحفاظ على جاهزية الشبكة واستقرار التغذية للمشتركين جهود لإعادة تأهيل مستشفيي المليحة وكفربطنا