الثورة أون لاين- عبد الحليم سعود:
لم يكن شعورنا المطلق وثقتنا المفرطة بفوز السيد الرئيس بشار الأسد بمنصب رئيس الجمهورية استباقا لنتائج الانتخابات الرئاسية التي أعلنت منذ قليل، فالقائد الذي كان طوال السنوات الماضية – وخاصة سنوات الحرب الصعبة – الأكثر التصاقا بشعبه وإحساساً بآلامه ومعاناته ومشاركة في أفراحه وأتراحه، جاء فوزه المؤزر تعبيراً حياً وصادقاً عن الحب والوفاء اللذين يكنهما أبناء سورية لحامل راية مجدهم وعزتهم وكرامتهم، ورافع راية انتصاراتهم على الإرهاب، وحامي سيادة وطنهم واستقلاله، فما شهدناه في هذا الاستحقاق – التحدي الذي أذهل العالم في العشرين والسادس والعشرين من أيار عبر مشاركة فاقت التوقعات والتكهنات وأسقطت حسابات القوى المعادية، لم يكن انتخابا ديمقراطياً تقليدياً فحسب، بل كان استفتاء شعبياً بكل ما للكلمة من معنى على رمزية القائد بشار الأسد من جهة، وتأييداً مطلقاً لآدائه الرفيع ومواقفه الصلبة وقراراته الصائبة وشعاراته الصادقة وتوجهاته السديدة وبرامجه الواقعية المحملة بالأمل من جهة أخرى.
فهذا الاستحقاق كان استثنائيا لأسباب كثيرة، لعل أهمها، أنه جاء بعد عشر سنوات من الحرب الطاحنة مع الإرهاب وداعمي الإرهاب من قوى إقليمية ودولية، وبعد فترة حصار خانقة طالت لقمة السوريين وأوجه حياتهم المختلفة، وبعد حملات تشويش وضغوط هائلة وغير مسبوقة، حيث كانت رهانات الأعداء بعد الحرب الظالمة والحصار القاسي وحملات التضليل والضغوط السياسية أن تتأثر شعبية القائد أو تتدنى، وأن يتم التلاعب بمزاج السوريين وأخذهم بعيداً عن هموم وطنهم ودق اسفين بينهم وبين دولتهم وقيادتهم عبر إشغالهم بالبحث عن لقمة عيشهم وهمومهم الحياتية والمعيشية، ولكن السوريين أثبتوا للعالم كله أن كرامتهم وكرامة وطنهم فوق كل اعتبار، وأن سيادتهم وقرارهم المستقل وخياراتهم الوطنية لا يمكن التأثير عليها مهما كانت التحديات، ليحولوا يومي الانتخاب إلى أعراس وطنية في الداخل والخارج، وهو ما أحبط وأفشل مشاريع الأعداء ورهاناتهم، وأفسد عليهم مخططاتهم الرامية لزعزعة هذه العلاقة الوطيدة والمقدسة بين الشعب ووطنه، وبين الشعب وقائده.
وعندما اختار السيد الرئيس شعار “الأمل بالعمل” دليلا ومنهاجا لبرنامج حملته الانتخابية كان يعي جيداً هموم الشعب ورغباته وطموحاته في النهوض من واقع الحرب والدمار والتهجير والحصار الذي جلبه الإرهاب وداعموه، ويدرك أهمية الانطلاق بسورية نحو المستقبل بكل إرادة وتفاؤل، بعد أن حرر الجيش العربي السوري البطل معظم الأراضي السورية من رجس الإرهاب وأعاد الأمن والاستقرار استعدادا لعملية البناء وإعادة إعمار ما دمرته الحرب وعودة المهجرين.
لقد انتصر الأمل اليوم بفوز السيد الرئيس بشار الأسد فوزا عزيزاً ومستحقاً وبأغلبية أصوات شعبه الصامد المقاوم، وباتت أبواب الأمل كلها مفتوحة للنهوض بسورية من جديد وطرد المحتلين منها واستعادة كل ثرواتنا المسروقة، فلنقف كتفا إلى كتف ونعمل يدا بيد، لأن الأمل بسورية عائدة إلى سابق عهدها، بل وأفضل مما كانت عليه مربوط بما سننجزه جميعا وكل من موقعه، وإذا أردنا أن نستكمل انتصار جيشنا الباسل على الإرهاب وانتصار شعبنا بإنجاز هذا الاستحقاق الاستثنائي، فلننطلق جميعا إلى مواقع العمل، فالسوريون أولى بطائر الفينيق الذي ينهض من تحت الرماد، ولنا في سيد الوطن المقدام الأسوة الحسنة وهو الذي لم يترك موقعاً في الوطن إلا وقدم فيه أنموذجا فريدا لما يجب أن نكون عليه جميعاً.