الثورة أون لاين – يمن سليمان عباس:
لن يجوع شعب يعرف كيف يجعل كل شبر من أرضه مصدر إنتاج يعالج حتى الصخور لتصبح أرضا طيعة يزينها بشجيرات تين أو زيتون.. أو يختار ما نبت فيها من أشجار برية كالبرقوق أو الزعرور ليطعمها فتغدو أشجاراً مثمرة تعطي أشهى الثمار..
اليوم وفي موسم الحصاد يسر القلب أن ترى الجميع ينكب على ما زرع.. يحصده ويعمل على جمعه بانتظار جني محصول القمح بغض النظر عن الكمية التي ينتجها كيفما كانت المهم في الأرض انه لم يترك أرضه دون زراعة ودون أن تكون ميدان نشاطه الذي يضاف في النهاية إلى الكثير مما ينتج في ساحات الوطن .
موسم الحصاد في القرى والوديان يعود بعد انقطاع فترة من الزمن، وتعود حكايا الصباح الباكر والمساء العطر..
تعود مع أغاني الخصب التي ايضا تتجدد على الألسن.. سميرة وانا الحاصودة.. كما تعود عادات وتقاليد التعاون والحصاد بين الجميع.
من ينجز مهمته أولاً في حصاد زرعه يهب لمساعدة من بقي لديه العمل… ثمة معادلة بسيطة لكنها عميقة وخصبة أن العمل بركة بكل شيء يحرك عجلة الإنتاج المادي والمعنوي ويحيي التراث الشفوي و يعيد إلى اللغة مفردات كنا نظن أنها قد دخلت سباتاً عميقاً، لكن يد الخير تعيدها إلى دورة الفعل والخصب، فعلاً انه الأمل بالعمل.. بوركت سواعد أبناء سورية من امتداد النقاء إلى ما في القلوب من لهفة الأمل والعمل