الثورة – غصون سليمان:
كيف نبني سوريا الغد، سوريا الأمان والضمان لكل أبنائها، سوريا التاريخ والحضارة ومنظومة القيم التي نتغنى بها.
كيف نتطلع إلى الأمام، ونمد جسور البناء على جميع المستويات بعقول منفتحة قادرة على العطاء ومؤمنة بأن الغد يجب أن يكون أفضل، إذا أحسنا النوايا وعمرناها بالمحبة والتعاون، وأـبعدنا كل الهواجس والتخمينات المتضاربة نحو المجهول، ورجح الجميع منطق العقل على إحساس العواطف، وأن يسود منطق الدولة على منطق الثورة- حسب ما قاله توصيفاً الرئيس أحمد الشرع، منذ الأيام الأولى لانتصار الثورة وحدوث التغيير للإدارة الجديدة.
فالمسألة برمتها تحتاج الإرادة والتصميم على أن أبناء سوريا على اختلاف مشاربهم ومستوياتهم العلمية والفكرية والثقافية، بإمكانهم فعل المستحيل على تعزيز مقدرات الدولة وفق إستراتيجية وطنية متوازنة تعمل على إنجاز الأولويات من خلال طمأنة المواطن في لقمة عيشه وأمنه وأمانه، بعيداً عن كل التجاذبات السلبية التي لا تغني ولا تسمن من جوع، لطالما فعل المواطنة هو سلوك وممارسة، والكل مسؤول عن وجوب تصحيح الأخطاء صغيرها وكبيرها، قديمها وحاضرها، شرط أن ينطلق كل فرد من تقييم ذاته أولاً، وعندها نصل إلى قواسم مشتركة تعلي من شأن المجتمع وتنهض به إلى بر الأمان.
لم يعد مفيداً النظر إلى الماضي بعيون سوداء ورؤية ضبابية، إلا بما يفيد أن نتجاوزه، وألا نوازيه بالممارسة، لأن سوريا الجديدة هي محور الكون وعصب الحياة والتلاقي كما كانت عبر التاريخ وستبقى.
#صحيفة_الثورة