بقلم رئيس التحرير أحمد حمادة:
من هنا، من دمشق، دقت ساعة الدوحة، لتعلن أول زيارة زعيم إلى سوريا بعد التحرير، ومن مطار دمشق إلى القصر الجمهوري مروراً باللقاءات والمؤتمرات، صورة واحدة في أذهان شعبنا، ترحيب بالضيف وبوصلته، وامتنان لمواقف بلده المساندة لنا، لأن العواصم التي دعمت السوريين في ثورتهم ضد نظام الأسد القاتل كثيرة، لكن دعم الدوحة كان له لون آخر، وطعم آخر.
فالدوحة لم تحد عن موقفها الداعم لشعبنا لحظة، ولم تتراجع عن مطالبتها برحيل نظام الأسد ساعة، لم تيأس عن تفعيل محاسبته على جرائمه في أي محفل دولي، ولم تقبل إلا بالانتقال السياسي وإنصاف المظلومين وتحقيق العدالة والحياة الحرة الكريمة للسوريين.
فشعبنا حين يقيّم مواقف العالم نحو سوريا – خلال الثورة – كان ينظر إلى موقفها وأميرها وشعبها النظرة الأكثر امتناناً، لأن الدوحة حسمت قرارها داعمة للسوريين منذ اليوم الأول لثورتهم وحتى يومها الأخير، ولأنها لم تحد عن هذا الموقف رغم كل العواصف الدولية والإقليمية.
ممتن شعبنا لقطر الشقيقة لأنها دعمتهم بكل سبل الدعم، ولأنها وقفت في أروقة المنظمات الدولية وقفة شجاعة تدافع وتناصر وتفضح المجرمين، ولهذا كنا نرى نظام المخلوع كيف يعادي قطر وقادتها أيما معاداة.
ممتنون لأن قطر نقلت صوتنا وصورتنا ومأساتنا للعالم، ولأنها أغلقت مع أشقائها العرب سفارتها في دمشق دون انتظار، ولأنها رفضت كل الضغوط الإقليمية والدولية لإعادة العلاقات مع الأسد مادام مصراً على طريق إرهاب السوريين، فبقيت ثابتة لا تحيد.
اليوم، أمير دولة قطر سمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في دمشق، في أول زيارة لزعيم عربي إلى سوريا الجديدة مؤكداً للرئيس الشرع الدعم غير المحدود لتعافي سوريا، وهما يسارعان الخطا نحو بناء “إستراتيجي” بين الشقيقتين، ويرسمان سمت الدوران للبوصلة القادمة.
#صحيفة_الثورة