تكتسب زيارة أمير دولة قطر سمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني إلى سوريا، أهمية خاصة عند الشعب السوري الذي لطالما دعمته بكل مراحل ثورته ضد النظام البائد.
الزيارة هي تتويج للعلاقات بين البلدين، بعد مرحلة طويلة من الدعم القطري لتطلعات الشعب السوري للخلاص من الظلم والاستبداد والطغيان، حيث كان الدور القطري في هذا المجال ريادياً بامتياز، خاصة وأن الدوحة وقفت موقفاً حاسماً ضد النظام البائد منذ بدء الثورة السورية، وكانت هي الدولة الوحيدة التي واصلت الاعتراف بالمعارضة كممثل شرعي للشعب السوري، وناضلت من أجل طموحات الشعب السوري بالحرية في كافة المحافل السياسية والدولية.
كذلك فإن الزيارة، هي لأول زعيم عربي يزور دمشق بعد انتصار الثورة وسقوط النظام البائد، ثم إن الزيارة جاءت بعد يوم واحد من إعلان انتصار الثورة، وانتقال سوريا من مرحلة الثورة إلى مرحلة الدولة التي تتطلب تكاتف الجهود لبناء مؤسسات الدولة التي ستكون بوتقة ومنطلقاً للعمل والبناء والتنمية.
لقد حافظت قطر على موقفها الثابت تجاه الثورة السورية، ووقفت قوية وثابتة بوجه الضغوطات الإقليمية والدولية، وظلت الدوحة متمسكة بخيارها، متخذة من القضية السورية قضية ذات أولوية استمرت حتى إسقاط النظام المجرم.
العلاقة بين قطر وسوريا، هي حكاية طويلة من الدعم والثبات على المواقف طيلة عقد ونيف، وهذا ما يؤكد ويجسد أهمية هذه الزيارة التاريخية التي ستكون لها نتائج وآثار إيجابية سيلمسها الشعب السوري قريباً.
التالي