الثورة – فؤاد الوادي:
يشكل إلقاء القبض على السفاح عاطف نجيب إنجازاً جديداً للقوى الأمنية التي تتابع عملها بكل اقتدار ومسؤولية في ملاحقة ومحاسبة فلول النظام البائد.
القبض على هذا المجرم الذي يعتبر رمزاً من رموز النظام القاتل، والذي له تاريخ طويل في الإجرام والقتل والتعذيب، بدءاً من ممارساته الإجرامية في درعا مهد الثورة، مروراً بممارساته بكل الأماكن التي تولى فيها مهمة البطش وإسكات كل الأصوات المعارضة للنظام، يبعث برسالة إلى كل فلول النظام البائد ممن سفكوا دماء السوريين وقتلوهم وعذبوهم، بأن القبض على أولئك القتلة وتطبيق القصاص العادل بهم، هو بالدرجة الأولى أمانة في أعناق مؤسسات الدولة السورية الجديدة، حتى لا تضيع وتذهب دماء الشهداء سدى، وحتى يتطهر الوطن من أولئك القتلة والمجرمين وتعاد الحقوق إلى أصحابها.
كما أن القبض على هذا السفاح، قد يمتد سريعاً للقبض على مجرمين آخرين تورطوا معه بقتل السوريين وتعذيبهم، لأنه من المؤكد أن هذا القاتل يمتلك معلومات عن خبايا وأسرار المنظومة الأمنية التي كانت تفتك بالسوريين، وبالتالي فإن إلقاء القبض عليه، يعني أننا على موعد قريب مع إلقاء القبض على كثير من القتلة أمثاله.
الرسالة الأهم من وراء القبض على هذا المجرم هي، أنه لن يفلت أحد من قتلة الشعب السوري من العقاب مهما اختبأ وهرب وظن أنه محصن وبعيد عن أعين أشاوس قوات الأمن.
المشهد اليوم يبدو واضحاً إلى حد كبير، فأرواح أطفال درعا الذين عذبهم وقتلهم ذلك المجرم، ومنهم الطفل حمزة الخطيب، أيقونة الثورة السورية، هاهي تحوم وتحلق اليوم في سماء الوطن، لتهمس في أذن السوريين، أن الحق لابد أن ينتصر وأن لكل ظالم نهاية، ولكل شهيد حكاية، تحكيها الأجيال تلو الأجيال، ويخلدها الوطن في ذاكرة حية لا تخون.
#صحيفة_الثورة