الثورة أون لاين – دمشق – عبد الحليم سعود:
بمناسبة الذكرى الثانية والثلاثين لرحيل الإمام الخميني مفجر الثورة الإسلامية في إيران أقامت المستشارية الثقافية الإيرانية بدمشق بالتعاون مع دار القدس ندوة فكرية بعنوان “إضاءات من فكر الإمام الخميني.. المقاومة ودورها في مواجهة التحديات الراهنة” تناولت حياة الإمام الراحل وفكره ودعمه الكبير لقضية فلسطين وللمقاومة في وجه المشروع الصهيوني والاستكبار الأميركي العالمي.
وأثنى المشاركون على الدور الريادي والفاعل الذي قام به الإمام الراحل لتوحيد الأمة الإسلامية ونصرة الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، وثمنوا عالياً ما قدمه للمقاومة العربية في المنطقة من دعم وتأييد ومساندة، مؤكدين أن ما نلمسه اليوم من انتصارات في ساحات عديدة من فلسطين إلى العراق ومن لبنان إلى اليمن مروراً بسورية هو بفضل هذا الدعم اللامحدود الذي تقدمه الثورة الإسلامية في إيران.
كاوة: أطلق يوم القدس العالمي نصرة لفلسطين
بدأت الندوة بكلمة ترحيبية ألقاها الملحق الثقافي في السفارة الإيرانية بدمشق السيد محمد هادي كاوة تحدث فيها عن مسيرة الإمام الراحل منذ ولادته حتى رحيله منوهاً بصفاته القيادية وخصاله الإيمانية معدداً بعض إنجازاته ولاسيما فيما يخص القضية الأم للأمة العربية والإسلامية قضية فلسطين.
وأوضح كاوة أن الإمام الخميني اتخذ من اللحظة الأولى لانتصار الثورة قراراً بإغلاق سفارة الكيان الصهيوني في إيران وطرد سفير الكيان الإسرائيلي، ليمنح هذه السفارة لدولة فلسطين، مؤكداً على نهج الثورة الإيرانية الداعم للقضية الفلسطينية.
وأضاف كاوة أن الإمام الراحل هو من أطلق يوم القدس العالمي نصرة لشعب فلسطين، وهو أول من وصف الولايات المتحدة بالشيطان الأكبر و”إسرائيل” بالغدة السرطانية، وهو من صوب بوصلة المسلمين في كل أنحاء العالم نحو القضية المركزية، وقدم كل الدعم والمساندة للمناضلين والمقاومين من أجلها، حيث ترك بصماته في كل الانتصارات التي حققتها المقاومة العربية ضد المشروع الصهيوني وآخرها معركة سيف القدس.
البحيصي: يملك كاريزما قيادية نادرة
أما الدكتور محمد البحيصي رئيس جمعية الصداقة الفلسطينية الإيرانية فقد بدأ كلمته بتحية الشعب السوري الذي أذهل العالم بإنجازه للاستحقاق الدستوري وهنأه بانتخاب السيد الرئيس بشار الأسد رئيسا للجمهورية، ثم استعرض بعض المحطات في حياة الإمام الراحل والمعارك التي خاضها من أجل انتصار الثورة الإسلامية في إيران، ودوره المؤثر في كل مراحل هذه الثورة وصولاً إلى تأسيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية.
وقال البحيصي إن الإمام الراحل كان يتمتع بشخصية كاريزمية نادرة استطاعت أن تقود الشعب الإيراني بكل جدارة للخلاص من فساد نظام الشاه، فبما يمثله الإمام من قيم ومثل عليا رفع منسوب الوعي لدى الشعب الإيراني وكل شعوب العالم المستضعفة، حيث اجتمع فيه السعي لإنشاء الحكومة الصالحة في بلاده والثورة على الظلم والفساد والاضطهاد أينما وجد، وقد حارب على جبهات عدة، في الداخل لتخليص الشعب الإيراني من استبداد نظام الشاه البائد، وعلى صعيد المنطقة للتخلص من الغدة السرطانية المسماة “إسرائيل”، وعلى الصعيد العالمي في مواجهة قوى الاستكبار والظلم اللذين تمثلهما الولايات المتحدة الأميركية، كما قاد مشروع المقاومة في كل المنطقة ضد الوجود الصهيوني والأميركي لتحقق شعوب المنطقة انتصارات عظيمة بفضل دعم إيران لقوى المقاومة العربية.
الترك: وحّد شرفاء العالم
بدوره أكد الأب الدكتور اسكندر بديع الترك وكيل مطرانية حماة للسريان الكاثوليك أن اتخاذ الإمام الراحل من قضية القدس كقضية مركزية للأمة شكل جوهر فكرة مقاومة الاستبداد والظلم والاستكبار حول العالم، إذ أنه كان دائم التحذير من الجسم الفاسد الذي تشكله “إسرائيل” في المنطقة ومشروعها الاستعماري الذي يستهدف كل شعوب المنطقة.
وأوضح الترك أن الإمام الراحل قاد ثورة عظيمة لا تشبه أي ثورة أخرى، حيث استطاع أن يوحد خلفه كل شرفاء العالم من مسلمين ومسيحيين ضد الظلم والاضطهاد نصرة لقضية فلسطين العادلة إذ جعل منها بوصلة شرعية وبوصلة إنسانية وبوصلة ثبات ومسؤولية.
آيتي: وضع الاستكبار العالمي
من جانبه نوه الدكتور علي رضا آيتي القائم بأعمال السفارة الإيرانية بدمشق بالدور المحوري الذي لعبه الإمام الراحل في قيادة الشعب الإيراني للخلاص من نظام الشاه الفاسد وبالإنجازات التي تحققت في إيران بعد انتصار ثورتها المباركة على جميع الصعد، بحيث باتت قوة يهابها أعداؤها ويحسبون لها ألف حساب، وأوضح آيتي في مداخلة له إن الإمام الراحل وضع أسس الوحدة الإسلامية في مواجهة قوى الاستكبار العالمي، والدفاع عن حقوق المستضعفين في العالم، ولا أحد يستطيع تجاهل الدعم الذي قدمته الثورة الإيرانية لقضية فلسطين وللمقاومة من أجل تحرير فلسطين.
واختتمت الندوة بتكريم خاص لأسر شهداء العودة الذين نالوا شرف الشهادة من أجل فلسطين في الخامس من حزيران عام 2011 على تخوم الجولان المحتل.