الثورة أون لاين – ميساء الجردي:
ضمن إطار برامج المدرسة الصيفية أقامت اليوم جامعة دمشق بالتعاون مع اللجنة السورية لمكافحة السرطان برنامجا تدريبيا شاملا عن سرطان الثدي وتطوراته وآخر المستجدات في مجال البحث العملي في مشفى الأسد الجامعي وذلك بمشاركة باحثين وأساتذة جامعيين من معهد أبحاث معتمد الإيراني وكوكبة من الاساتذة الجامعيين وطلاب الدراسات العليا في جامعة دمشق.
خلال الافتتاح أكد الدكتور فراس حناوي نائب رئيس جامعة دمشق للبحث العلمي أهمية هذه الورشة في تقديم كل ما هو مستجد حول أورام سرطان الثدي، ضمن استراتيجية الجامعة التي تشجع التعلم المستمر وتضيف معلومات جديدة لطلاب الدراسات العليا والأطباء.
لافتا إلى الواقع الإحصائي العالمي لسرطان الثدي والذي يشير إلى إصابة واحدة من كل 8 سيدات يصبن بسرطان الثدي فوق سن الخمسين عاما وأن هناك كثيرات يتم شفاؤهن تماما من هذا الورم إذا كان اكتشافه مبكرا قبل الانتشار في الثدي أو في أجزاء أخرى من الجسم.
وبين حناوي أن أول من عرف سرطان الثدي هم المصريون القدامى قبل 3500 عام وقد وصفه العالم أبقراط عام 460 قبل الميلاد ذلك الورم، وفي نهايات القرن العشرين بدأ استخدام الشريطة ذات اللون الزهري كرمز ليوم التصدي له.
الدكتورة مها فرج الله مناشي اختصاصية دم وأورام وممثل عن اللجنة السورية لمكافحة السرطان أكدت أهمية هذا اليوم العلمي المشترك بين جامعتين عريقتين تعنيان بمرض السرطان ومعالجته بشكل اختصاصي بعلم أورام سرطان الثدي من الألف إلى الياء بالمسببات والعلاج والأدوية، خاصة أن المحاضرين يقدمون أبحاثا عالية المستوى موجهة لطلاب الاختصاص الراغبين بتحقيق قفزة نوعية في معلوماتهم حول هذا الجانب.
وأشارت مناشي أنه لا يوجد احصائية دقيقة حول مرض السرطان في سورية بسبب ظروف الحرب العدوانية، ولكن هناك مؤشرات حول ازدياد نسبة المريضات المراجعات للمشافي والمراكز العلاجية في مراحل مبكرة لاكتشاف المرض.
الدكتور البروفسور كيفان مجيد زاده متخصص في الجراحة والرئيس السابق لمعهد معتمد لأبحاث السرطان بين أهمية الأبحاث المقدمة في هذا البرنامج العلمي رغم أنها مكثفة جدا وتحتاج إلى عدد أيام أكثر وعدد أساتذة أكبر. وخاصة أنهم يطرحون آخر المستجدات في أمراض الثدي في مواضيع الجراحة والعلاج الكيميائي والأشعة وعلم الجينات الذي يعتبر من المواضيع الحديثة على مستوى العالم ويتطور يوما بعد يوم في مختلف أبحاث السرطان وله دور أساسي في الكشف عن مرض السرطان وتجنبه وعلاجه.
وبين زادة أن إحصائية الأمم المتحدة حول انتشار مرض سرطان الثدي في سورية تشير إلى نسب مرتفعة جدا الأمر الذي يتطلب اتخاذ قرارات جدية ذات طابع جدي ووقائي للعلاج وتحسين الحياة بعد الإصابة.
الدكتورة والبروفسورة عباس وندي جراحة أمراض سرطان تحدثت حول موضوعين هامين الأول يتعلق بانتشار أمراض الثدي في سورية من حيث أهمية المتابعة والعلاج انطلاقا من كون المرأة أحد الأركان الرئيسية في عالمنا وعلينا الاهتمام بها.. والموضوع الآخر تناول تطور العلوم والتكنولوجيا ودورها في إمكانية العلاج ومساعدة المبتلين في هذا المرض بأن يتمتعوا بحياة جديدة وأفضل وأطول. وبينت وندي أهمية ما توصلوا إليه من علوم في معالجة سرطان الثدي بشكل تجميلي لكون المرأة الشابة بحاجة للمحافظة على مظهرها الخاص فقد أصبحت الابحاث العلمية تتجه نحو الجراحة التجميلية لعلاج سرطان الثدي، وأصبح العلاج الجراحي تحت الإبط أو الصدر يهتم بالمحافظة على الشكل العام والقيام بجراحة بأقل الاضرار.
الدكتورة منصوري متخصصة أشعة وعلم سرطان وعلاج كيميائي قدمت بحثا مؤلفا من قسمين الأول يتعلق بآخر الأبحاث والمستجدات العلمية المرتبطة بالعلاج الكيميائي للسرطان والعلاج بالهرمونات والأشعة بحيث يتم التعريف بالبرنامج وطرق العلاج بالأشعة وأهم وأحدث الأساليب العلاجية لسرطان الثدي والتقنيات المستخدمة. انطلاقا من المواضيع العلمية المتعارف عليها وصولا إلى الأبحاث المتطورة كون المتابعين في الورشة هم من طلاب الدراسات العليا والجراحين المتخصصين.
الدكتور ناصر سجادي مؤسس مكتب توسعة العلاقات العلمية للجمهورية الإسلامية الإيرانية في جامعة حلب أكد أن هذا اللقاء العلمي يأتي ضمن البرنامج والوظيفة العلمية التي يقوم بها المكتب للتواصل العلمي بين سورية وإيران، وهو أول برنامج علمي وتطبيقي بين مركز علمي إيراني وجامعة دمشق. لافتا أن أهم ما في هذه العلاقات العلمية هو القيام بتحديد المشاكل والمسائل المهمة التي تقتضي أن نسخر العلم لها في كل من البلدين لحلها، وقد سبق هذا البرنامج مؤتمر منذ حوالي شهرين خاص بالعمارة لإعادة البناء ما بعد الكوارث في جامعة حلب وشارك فيه نخبة من الأساتذة والعلماء الإيرانيين والسوريين.