الثورة أون لاين – ميساء الجردي:
بأهداف إنسانية نبيلة وفي قالب حضاري صنع القائمون على مبادرة أهل الشام بصمتهم الشاملة في مجال الإغاثة والتنمية لتصل إلى مختلف المناطق السورية وليس فقط في ريف دمشق لتقديم ما يطلب منهم من مساعدات موجهة لشرائح مختلفة من أيتام وأرامل ونساء معيلات وأسر فقيرة عن طريق فريق متكامل من المتطوعين والعاملين في 59 جمعية خيرية في ريف دمشق.
المدير التنفيذي لمبادرة أهل الشام الأستاذ أسامة الخطيب أكد أن المبادرة انطلقت مع بداية الأزمة بقرار من مجلس الوزراء، وكانت عبارة عن عدة جمعيات اتحدت مع بعضها البعض لجمع التبرعات وتحويلها إلى سلل غذائية وصحية خاصة بالمناطق المتضررة، وفي البدايات كانت ترتب قوافل المساعدات وترسل إلى محافظة حمص، ثم تطورات الأعمال الخيرية في المبادرة لتتحول إلى مؤسسة تابعة لوزارة الشؤون الاجتماعية والعمل مختصة في المجال الإغاثي والتنموي على مستوى سورية، وتقوم بتوزيع المساعدات والسلل الغذائية من خلال 59 جمعية خيرية في ريف دمشق بالتعاون مع برنامج الغذاء العالمي، حيث تصل الخدمات لأكثر من 49 ألف مستفيد، إضافة للمستفيدين المسجلين في المركز الرئيسي في منطقة المزة والبالغ عددهم 3000 عائلة.
* توزع جغرافي..
وبيَّن الخطيب أن المبادرة لم تخصص المساعدات لمنطقة دون أخرى، إذ إنهم يعملون بالتشبيك مع اللجنة العليا للإغاثة في محافظة ريف دمشق لتوزيع المناطق جغرافياً بينهم وبين شعبة الهلال الأحمر، وتقديم ما يلزم لكل منطقة من مساعدات في المجال الإغاثي أو التنموي بحسب الحاجة عن طريق الجمعيات المتواجدة فيها،
وأشار إلى أن عمل المؤسسة يتركز حالياً بالتوجه نحو المجال التنموي وتقديم العون للجمعيات التي لا تزال ضعيفة في مجال الإدارة والإمكانيات، حيث تقدم لها الخدمات المناسبة لأهدافها.. فهناك جمعيات متخصصة بالمجال الصحي، وأخرى متخصصة بالمجال الزراعي، وأخرى تقدم دورات مهنية، وعليه فإن مبادرة أهل الشام تقدم كل ما يلزم لهم من تجهيزات أو معدات لافتتاح دورات أو رش خاصة بالمهن كالخياطة والتطريز والحلاقة وغيرها. إضافة إلى دورات الكمبيوتر ودورات صيانة الموبايلات.
* مشاريع داعمة..
وتحدث المدير التنفيذي للمبادرة عن مشروع دعم وتشجيع الزراعة المنزلية في منطقة القلمون من خلال تقديم سلل زراعية للمزارعين ومساعدتهم على القيام بإنشاء حدائق منزلية، وتشجيع هذه الزراعة والقيام بمشاريع تنموية للنهوض بواقع عمل الزراعة، إضافة إلى مشاريع خاصة بدعم الأمهات المعيلات وأمهات الشهداء وذوي الإعاقة، وتدريبهم على مهن معينة، أو تطوير ما لديهم من مهن، ثم تقديم المستلزمات التي تمكنهم من القيام بمشروعهم الصغير لمساعدة عائلاتهم.
لافتاً إلى مشاركتهم بسوق رمضان الخيري الذي دعمته وزارة الأوقاف، حيث تم فتح جناح خاص لعرض وبيع منتجات الألبسة لورش الخياطة التي تم دعمها في الريف، وكان ذلك بمثابة سوق لتصريف منتجاتهم بسعر التكلفة وأقل ليكون حافزاً لتشجيع هذه الورش وبنفس الوقت مساعدة الفقراء لكي يشتروا ملابس العيد بأسعار مقبولة.
* الخطة المستقبلية..
تتركز أعمال مبادرة أهل الشام في خطتها المستقبلية بحسب الخطيب على مشاريع تنموية لكونها تساعد الأسر الفقيرة بالاعتماد على نفسها بحيث لا تبقى معتمدة على السلة الغذائية، وفي دعم نمو الاقتصاد الوطني، إضافة إلى التوسع في مبادرة إنشاء برلمان للأطفال برعاية وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل لتقديم الدعم النفسي لهم وسماع مشكلاتهم والتحديات التي يواجهونها، وذلك من خلال اختيار مجموعة من الأطفال الرياديين الموجودين في الريف، وإقامة دورات مهارات اجتماعية، حيث تم اختيارهم عن طريق الجمعيات المتواجدة في كل منطقة لتدريبهم بحيث يكونون قادرين على إيصال صوت رفاقهم وحاجياتهم.
ولفت المدير التنفيذي للمبادرة إلى برنامج جديد يقام تحت مظلة اللجنة العليا للإغاثة وهو دراسة احتياج حيث تم توظيف كادر كبير لتنفيذ البرنامج من خلال زيارة العائلات المتقدمة للمبادرة في جميع أنحاء الريف، وتعبئة استمارة مؤلفة من عدد من الأسئلة توضح الحالة الاجتماعية والمادية للعائلة، لكل سؤال علامات معينة أو نقاط ومن خلالها يظهر لدى الجمعية من هي الأسر الأكثر احتياجا في المنطقة.
* قسائم نقدية..
بدأت المؤسسة مؤخراً بالتوجه إلى مشروع القسائم النقدية التي تعطى للحوامل لمساعدتهم على التغذية من بداية الحمل وحتى 6 شهور من الرضاعة، وهذه البطاقة تُملأ بمبلغ نقدي مناسب يمكن المرأة المستفيدة من الذهاب إلى السوبر ماركت لتأخذ حاجاتها، بحسب ما أكده المدير التنفيذي للمبادرة، مشيراً إلى مشروع آخر خاص لدعم الأطفال المتسربين من المدارس بهدف المحافظة على بقاء الأطفال في المدارس وعدم تركهم لمقاعد الدراسة بحثا عن عمل، وبالتعاون مع مديرية التربية يتم تقديم قسائم شرائية للأهالي تساعدهم في تأمين احتياجاتهم حتى لا يرسلون أولادهم إلى العمل، لافتاً إلى أن هذا البرنامج يغطي ريف دمشق بالكامل.