الثورة أون لاين – رفاه الدروبي:
“وضوح الشمس” الديوان الثاني للشاعر غسان شفيق دلول يضم بين دفتيه 160 صفحة من القطع المتوسط يتألف من 34 قصيدة مقفاة، قسمه إلى أربع حزم ضوئية، كل حزمة لون من ألوان الطيف تناول فيه كافة الجوانب منها الغزل والوجدان والوطن والمجتمع، وسيتم توزيعه عبر الشابكة الإلكترونية كي يتمكن من يريد الاطلاع عليه وقراءته بسهولة ويسر، وتوزيع نسخ ورقية مطبوعة لكافة المنتديات والمنابر الثقافية.
الشاعرة هناء يزبك تحدثت قائلة: كان العطر يحلم أن ينتهي حبراً يحتفي بالقصائد وسال نبض الشاعر في أرواحنا فاستحالت الزنابق سطوراً تنمو عليها فراشات المجازات رمزاً بالصور فالجمال المورق في مرج القصيدة، يشهد بعدالة المجاز ويوزع دهشته للمكان والحروف الدافئة على الورق منوهة بأنها ليست سوى تحية تلوح بها يد القلب.. والجمل حولنا والقصائد.. ويكتفي بإنعاش قلبه حيث تستلقي هضبة أضلاعه فيقطف الأحلام من حقول الذكريات، ويرمم بالحنين أماسي أصابها الأرق من قوس الأشواق فتأتي ملامحها شطراً بعد شطر حتى تكتمل القصيدة.
أما على ضفاف الوطن فنراه حاملاً قصيدة الجياع والمتعبين ينتظرون رغيف روحه حين ينضج وهج المحبة حيث قال في قصيدة وطني:
وطني جمال الكون يختصر ياجنة بالحب تزدهــــر
ياشاطئاً أمواجــــــــه درر وعلى رماله تنثر الدرر
وعلى صخوره كل عاصفة
ستجر خيبتها وتندحـــر
مهما تكن للشر من حجج
قيم المحبة سوف تنتصر.
أما الشاعرة ميمونة العلي فرأت أن الشاعر قد تطرق إلى غنى في ديوانه، حيث تناول الغزل والأرض والحب والوطن والكرامة فيطرح ثنائية الشكل والمضمون قسمها في مجموعته إلى أربع حزم للأشعة حملت عناوين أشعة خضراء خصص قصائدها للأم والمعلم.. وبنفسجية للحب والوطن.. وبيضاء حفلت بموضوعات الصداقة والتواضع.. والأشعة فوق الحمراء حمل مضمونها لدمشق الفيحاء وحلب، منوهة بأن غزله كان رقيقاً يحتفي بمشهدية لطيفة دون الإسهاب في وصف جغرافية الجسد، وكانت صوره طازجة خاصة به واعتبرته بأن ما وصفه الشعراء من شدة تكراره بات عكاز العاجزين من أعيتهم حداثة الصورة، وقد لجأ الشاعر في ديوانه الشفتان عوامتان ينداح عليهما القطر هما ليستا الكرز ولا العنب كما اعتاد الشعراء على وصفهما لأنه لا يريد لحبه أن ينتهي بالفشل على شكل رواية فوق الرفوف، لكنه يريد ما جنى منه، ويتنقل من التشابيه البسيطة إلى قمة التصوير الفني في تشخيصه لقصيدة جورج جرداق “هذه ليلتي” غناء كوكب الشرق أم كلثوم، مبينة بأن أجمل الشعر ما يحرض على قوله فقد خلق من تشطيره الجميل صوراً واضحة ومشهدية درامية عذبة مكشوفة تلفحها شمس الوجد في وضح النهار، وقلبه مشرعة أبوابه ويجري على لسان قوافيه دون أن يقع في مطب النظم أو يفسد الشعر حيث قال في قصيدة نبضات قلب..!
– اتعبتني يا قلب ..لا تلعب معي
– دقاتك الحمقـــــاء قضت مضجعي
– أتراك قلبي في الهوى أم قلبها
-ولمَّ استباحَ صراخ نبضك مسمعي؟
-أملي بنبضك أن يواجه نبضها
-فإذا بنبضك ضالــــــــع بتوجعــي