الثورة أون لاين- دمشق:
مضت على تجربة النشر الإلكتروني في سورية فترة زمنية تكفي لأن تظهر الكثير من حسناتها وعيوبها..
وإذا كنت أقول النسر الإلكتروني فلاني سأضع ضمنه ما يسمى الفيسبوك والمشتقات الأخرى التي هي بازدياد كل يوم.
الفيسبوك في سورية لم يبلغ عمره الزمني خمسة عشر عاماً لكنه أحدث ما لايحدثه اي لون آخر من النشر لما تمتع به من جماهيرية لا تعني بالضرورة لما يضيفه من قوة علمية أو معرفية إنما لخصائص التواصل..
فكل منا وراء صفحته الزرقاء بطل لا يشق له غبار… يصول ويجول لا رئيس دائرة ولا امين تحرير ولا رئيس تحرير يمارس مزاجيته كما يدعون فالكل إعلامي والكل شاعر ومنظِّر في الثقافة والإعلام..
بل لن تجد في مساحات هذا الأزرق عربياً إلا وقد تخرَّج في جامعة.. وغالباً في كليات الحقوق..
فضاء طفح بكل ما لذ وطاب من مغريات الغرور.. ألقاب علمية متميزة يمنحها من لايفك حرفاً لمن لم يقترب من عتبة مدرسة..
هذه الجماهيرية أغرت الكثيرين من المسؤولين لاستئجار صفحات ومواقع تدور في فلكها..
تحرك هذا المدير صال وجال… قال هذا الوزير وأنجز
صفحات محبي الإعلامية أو الإعلامي المتألق فلان… الفنانة… وقس على هذه الشاكلة…
هذا كله أمر عابر أمام موجة صناعة رأي عام قد لا يكون حقيقياً، وإذا كان يتم حرفه إلى مكان آخر..
لايمكن لأحد أن ينكر الدور الدور الآني والسريع في نقل كل شيء.. ولكن لا يمكنك بلحظة واحدة ولا بساعات أو شهور أن تعرف ما الحقيقة..
يكفي أن ينشر أحدهم خبراً ما حتى يكون النسخ واللصق قد أخذ مداه حتى بالأخطاء الإملائية واللغوية وأحيانا كثيرة لا يكلف الناسخ نفسه ذكر المصدر..
هنا علينا أن نسأل من كانوا مازالوا يقولون الصحف الورقية متشابهة متطابقة هل ترون النسخ واللصق.. هل تتابعون ؟
لسنا بصدد الدفاع عن أي وسيلة إعلامية.
لكن الآن نحن بمرحلة رؤوس البصل المتساوية وزناً وحجماً لن تعرف رأسا من الاخر.. ولا يمكنك أن تجد مرجعية لأي شيء.
الموثوقية حتى في حدها الأدنى صارت سرابا.. ولما تبقى من جنايات الأزرق هذا بقية