الملحق الثقافي:موسى حوامدة *
يَعترينا الذهولُ ونحنُ نُمسِّد أرواحَنا آخرَ الليلِ
نُرطِّب آلامَ الفراقِ بأحلامنا السريّة
وشطحاتِنا المُتغضِّنة
وأفكارَنا المُشوشةَ عن رَحيلِنا صوبَ مدنٍ لم نزرْها
وشطآنٍ لم نَرَها في الصُّورِ الزرقاء
وعاشقةٍ تلاشتْ في القصيدة
ومجازرَ تُرتكبُ بحقِّ الضغينة
ورطوبةِ الكتب الصَفراء.
تَعترينا الرَّغبةُ الغامضةُ لدفنِ أطنانِ الأفكارِ النازفةِ
المَريضةِ بالحمَّى
المصابةِ بجدريّ الحَنين
والهتافِ على عتباتِ الزمن
وفي أروقةِ الفراغ.
وحيدةٌ هي الوَساوسُ التي تُعيدُ لنا الطقوسَ والشاراتِ
تذبحُ صمتَنا من جديد
وترمي بنا إلى سَواد الظُنون
وغياهب القطيعة.
زَرعنا الكثيرَ من القَمحِ في سُهولِ الشَّغف
وحصدنا الكثيرَ من السَّراب
وما كان يبدو غيماً حنوناً
تَبخرتْ ظلالُهُ تحتَ سَقفِ السَّماء
ذَوَتْ تلكَ الظلال
ذَوَتْ عناقيدُ الأمل
وماءُ الصَبابةِ تَبخّر.
والآنَ صبيحةَ تلك المجازرِ الليلية؛
من الحكمةِ قطعُ حبلِ الوَساوس
ردُّ الأذى للأسطورة
وللشَّجرِ الذي يُخفي الغربان. (!)
غريبةٌ هي اللحظاتُ الأخيرة في ملهى النعاس
تومضُ لطيورٍ سوداءَ
ترفعُ رايةَ السُوءِ
بينما الزهورُ تتفتَّح في حقلِ الطيبة
وتُعطي النسيانَ ضحكةً يتيمة.
(!) إشارة إلى بيت شعر أبي نواس: «لا أذود الطير عن شجرٍ، قد بلوت المرَّ من ثمره».
* أديب وشاعر فلسطيني
التاريخ: الثلاثاء13-7-2021
رقم العدد :1054