الملحق الثقافي: حوار: خالد عارف حاج عثمان :
الفنُّ التشكيليّ هو انعكاسٌ للكونِ بطبيعته، وللجمال بإشراقاته، وللروح والوجدان بقيمهما وسموِّهما.. هو اللغة البصريّة المحسوسة والمُدركة، للخطوط والألوان والأشكال والكتل، ضمن فراغاتِ المكان والفضاء الوجوديّ، المرئيّ، الحسيّ والمجرّد.
تتعدّد مجالاته، لتشمل التصوير والنحت والفنون التطبيقيّة، والأعمال اليدوية بمختلف خاماتها وتجلّياتها وكتلها، وهو كغيره من الفنون والأنماط الإبداعيّة الإنسانية، الأدب، الموسيقا، الغناء، التمثيل، المسرح، الرقص.
هو أيضاً، حالة من انعتاقِ الروح، وتخطّيها حدود التقييد والانغلاق، باتجاه فضاءاتٍ رحبة، حاملة معها قيماً، ومقدّمة رسالتها الراقية للبشرية عامة، وجمهورها خاصة. .
هنا، يأتي سؤالنا الكبير، منطلقاً من «ملتقى الفنّ التشكيلي» الذي أقيم مؤخراً في المركز الثقافي العربي بـ «جبلة»، وبرعايةِ مديرية الثقافة باللاذقيّة:
«كيف تجسّد أيها الفنان، شعار ومقولة «الفن، الفكر، الحب» في عملك الفنيِّ والتصويري «اللوحة»، أو الكتلة والفراغ «المنحوتة»؟..
سؤالٌ أوّل ما وجّهناه، لمديرة المركز الثقافي العربي في جبلة. «ميادة حسن» التي قالت عن دور المؤسّسة الثقافيّة، في رعاية وإبراز الفنّ والإبداع:
يكمن دورنا في استقطابِ القاماتِ الفنيّة، من خلال مشاركتها، مما يخلق حالة تفاعليّة جميلة بين الفنان والمشاهد، ويؤمّن الدعم لهما، فمن أهم أدوار الثقافة، رعاية واحتضان الفن والفكر، وبكلّ الحب.
الفنان «حسن أحمد سليمان»، له رأيٌ آخر، قال فيه:
نعم، إنها ثلاثيةٌ في لازمة، وبمثابة ضرورة حياتية، وشرط لنستحق الصفة الإنسانية الحقيقية «فن، فكر، حب».
عملي النحتيّ، محاولة مني لتجسيد حالاتٍ إنسانية بأسلوب تعبيريّ، اعتمدتُ فيه التبسيط في الدلالة الحسيّة، عبر خطوطٍ ومنحنيات شكّلتُ من خلالها، تكويناً أنثوياً متعدّد الدلالات والاعتبارات..
كجسدٍ ممشوقٍ ورشيق، كحلم هارب، أتى عملي النحتي، فكان جواباً على أوجاعنا، يحاكي كلّ تفاصيلها الحياتية..
أما الفنانة التشكيلية «رؤى حسن»، فقد كان رأيها:
الفن التشكيليّ يُغني الثقافة، والفكر والفن والحب. نحن بحاجةٍ للقليلِ من الوقت، لإغناء البصر بالفنّ. ذلك أنه منبعُ وملجأ، الحبّ والراحة والجمال، وهذا ما أجسّده في أعمالي..
«مهند علاء الدين»، فنانٌ مشارك أيضاً، وقد كان سؤالنا عن الفكر والفنّ والحبّ، بالنسبة إليه:
عنوانٌ وشعارٌ يحكي عن الإنسان كقصيدةٍ شعرية، أجسّدها بالعمل الفنيّ، عبر شفافيةٍ يؤطّرها وجدان الفنان الشاعريّ الرهيف، ليوغل في أعماق الإنسان، ساعياً إلى إبراز أحاسيسه تجاه ذاته، والمحيط والكون وعلاقته بالآخر، عاملاً على نشرِ ثقافة الحب والجمال والسلام، بين الجميع.
مثلاً: يرمز عملي المشارك، إلى المرأة الانتماء، المرأة الرمز، المرأة الخصب، المرأة الحب، الانطلاقة من جديد، رغم هذا الزمن الوبال الذي نمر به.
ننتقل إلى الفنان «رامي صابور»، خريج كلية الفنون الجميلة، والمشارك في معارض داخل سورية وخارجها، والحاصل على جوائز تقديرية من «بينالي المحبة ..إيران الدولي، والذي قال:
أجسّد في لوحاتي مثلث «الفن الفكر والحب»، من خلال علاقة الألوان مع بعضها، بمحبّة وأمل وتفاؤل، فالألوان في أعمالي عموماً، هي من وحي طبيعتنا وساحلنا الجميل، ففي الطبيعة جواهرٌ لونية أبرزها في اللوحة، أو العمل الفني التصويريّ، بهدف تقديم معزوفة لونية، تجذب الناس لمحبة بلدهم وطبيعتها، بشكلٍ أكبر، مثلما للحفاظ عليه…
كلمةٌ أخيرة:
يهمّنا إبراز وتجسيد وتوظيف وتحقيق مقولة: الفنّ التشكيليّ بأنواعه ومجالاته، المسطّحة والمجسّمة والنافرة، هو ميدانٌ رحب للفنان، كي يقدّم رسالته الفنية والمعنويّة والبصريّة والرؤيوية، للفنِّ والفكر والحب، وعبر الخط واللون والكتلة..
هذا ما تجلّى لدى الفنانين التشكيليين الذين التقيناهم، وقدموا أفكارهم ونماذج من أعمالهم، مختلفة المجالات والخامات، التي عكست رسائلهم في الفن والفكر والحب..
التاريخ: الثلاثاء13-7-2021
رقم العدد :1054