الملحق الثقافي: هفاف ميهوب:
«بالرغمِ من وعيِ مواطنينا الكبير، كنّا نرى حالاتٍ متكرّرة، من تشوّشِ الرؤية، واليأس والانهزامية، لدى البعضِ في مجتمعنا، فإذا كان البعض يبرّر انهزاميّته، بالرغبة في العيش، فالكلّ يريد أن يعيش، وفي مقدمتهم المقاتلون، الشهداء، الجرحى، الذين لم يذهبوا لمواجهةِ الموتِ حبّاً بالموت، بل حبّاً بالحياة، حبّاً بالشّعب، حبّاً بالوطن..»..
كلماتُ قائد الوطن، علينا أن نتقلّدها حقيقة وكرامة وهويّة.. الحقيقة والكرامة والهويّة السورية، التي جعلت هذا الشعب، ورغم سنواتِ الموت البشعة التي عانى منها فواجهها، وسنوات العزلة والحصار التي ما زال يُقاومها.. جعلتهُ، في مقدمةِ الشعوب تحدّياً وحبّاً للحياة، وأكثرها صبراً وعزيمةً وإيماناً، بقدرتها على تذليلِ الصعوبات، وإخضاعها بإرادة أكثر منٍ قويّة..
في مقدمة الشعوب، التي مهما استُهدفت فهي لا تركع، وكلّما ضُغطَ عليها، وتعرّضت للحصارِ أكثر، تشعر بأنها مُتخمة بكرامتها، بها تحيا وتسمو وتشبع.. مهما عُزلت، هي الباقية، والأكثر إضاءة حضارية، ومهما يئستْ لا تيأس، إلا إن شعرت ولو قليلاً، بأن عشقها للحياة، قد وهنَ وبات أضعف.
هذا هو الشّعب، الشعب السوريّ الذي وجّه له القائد الأسد كلماته هذه، بل رسالته التي لابدّ أن تُحفر في وجدان الإنسان، مثلما تاريخ البطولاتِ والتحدّياتِ والتضحياتِ في الأوطان… الرسالة التي تدعو لحياةٍ عاملة وفاعلة ومتفائلة، وهبنا إياها المقاتلون الشرفاء فاخترناها، والجرحى والشهداء فقدّسناهم وأحببناها.. قدّسنا دماءهم التي زرعت في دربِ كلّ واحدٍ منّا، زهرة أمل معطّرة بالدم الزكيّ، وأحببنا الأرض التي انغرسوا فيها ورووها، فانبثقت منها الحياة لنحيا، وننبضُ بالوطن السوري..
حتماً سنحيا، حتى وإن اضطررنا لمواجهةِ الموت، لا حبّاً فيه، بل حبّاً بالحياة، حبّاً بالشّعب، حبّاً بالوطن…
mayhoubh@gmail.com
التاريخ: الثلاثاء13-7-2021
رقم العدد :1054