كما هي العادة رسم السيد الرئيس بشار الأسد في خطاب القسم خارطة طريق وطنية غلب عليها الطابع التحليلي المنطقي لكل مايجري حولنا من ظروف راهنة، كان للجانبين الخدمي والاقتصادي حيز كبير منها.
الرئيس الأسد تطرق لدور القدرات والإرادة الذي تمثل في معركة الحفاظ على سعر الصرف، والتي أثبتت أن القدرات موجودة ولكنها بحاجة لمن يراها ويعرف كيف يستخدمها ويوفر الشروط الصحيحة لكي يحقق النتائج.
أما في مجال الاستثمار – والكلام للرئيس الأسد – فيكفي أن نطلع على الأرقام التي تعكس على أرض الواقع، عدد المنشآت الاستثمارية التي هي قيد الإنشاء الآن، اليوم، أو التي استمرت بالعمل تحت القصف والحصار، أو التي قامت بتوسيع أعمالها خلال الحرب والتي تعكس إرادة القائمين عليها وتصميمهم ووطنيتهم.
ربما أهم ماجاء في خطاب القسم فيما يتعلق بالجانب الاقتصادي تمثل في ماقاله الرئيس الأسد أنه يكفي أن نرى بعضاً من هذه الحقائق لكي نتأكد من توافر القدرات الذاتية ونبني عليها، وكلامي هذا لا يعني أن الأمور بخير أبداً، أنا لم أقل ذلك، ونحن دائماً نحب المطلق، إما أن تكون الأمور بخير أو تكون الأمور سيئة بشكل مطلق، لا، الأمور دائماً نسبية، هذا لا يعني أن الأمور بخير، لكنه يعني أنها غير مستحيلة ويعني أن إمكانية جعلها بخير ممكنة وبقوة، فإذا لم تتمكن أسوأ ظروف الاستثمار من حرب وحصار، ولا يوجد أسوأ من هذين المصطلحين لإعاقة وإحباط أي استثمار، إذا لم تتمكن من منع نشوء استثمارات مجدية فهذا يعني أن الجزء الآخر من المشكلة التي نعاني منها مرتبط بنا، مرتبط بتوافر الإرادة، مرتبط بقراءة الواقع بشكل صحيح، ومرتبط بالمشاركة الجماعية الواسعة.
إن كلمة السر لخصها الرئيس الأسد بتوفر الإرادة، وقراءة الواقع بشكل صحيح، والمشاركة الجماعية الواسعة لنصل إلى الاستثمار المجدي الذي يعول عليه خلال الفترة المقبلة.. فاليوم ليست الأولوية بالاستثمارات الكمالية أو تلك التي تعتمد على بيع الخدمات الاستهلاكية تحت بند الرفاهية، إنما التعويل للاستثمارات الحقيقة والفعلية التي تناسب الظروف والمرحلة.
على الملأ – باسل معلا