في خطاب القسم الدستوري تحدث السيد الرئيس بشار الأسد عن قضية هامة أكد من خلالها أن العروبة بوصفها قضية مصيرية لا تلغي الانتماءات العرقية والمذهبية والدينية وغيرها لأبناء الوطن الواحد، لا بل هي لا تكون إلا بها، ذلك أن الانتماء أوسع من أن يحصر بعرق أو دين أو مذهب أو تاريخ ولغة أو مصلحة مشتركة، لأنه بالأساس هو حالة حضارية إنسانية يجتمع فيها كل ذلك لتتكون العروبة بمعناها الحضاري الجامع لكل أطياف المجتمع ومكوناته الحضارية المتصلة بالماضي والممتدة إلى الحاضر والمستقبل.
هو المفهوم الأعمق للعروبة التي تذوب فيها كل تلك المكونات الحضارية الإنسانية في مجتمع واحد متجانس متناغم يتوحد فيه الانتماء مع الحفاظ على الهوية مهما كان عنوان هذا المجتمع.
بهذا السياق دعا السيد الرئيس لفهم الانتماءات المتعددة والمتنوعة لمكونات المجتمع الواحد والتي تعزز وجوده وهو ما يجب أن نؤمن به ونرسخه، في مواجهة محاولات تقسيم الوطن الواحد إلى عدة أوطان انطلاقاً من هذه الانتماءات المتعددة والمتنوعة التي يعيش أبناؤها على أرض واحدة بانسجام وتناغم وتناسق تاريخي، فسورية عربية كعنوان لكن هذا لا يعني أن كل من فيها عربي، كما أن هذا لا يعني إلغاء أي مكون من مكوناتها، بل على العكس تماماً فإن غياب أي مكون يضعف هذه العروبة ويقلل من أهميتها وينقص من قيمتها.
من هذا الفهم الأعمق للعروبة خلص السيد الرئيس للقول بأنها ليست مسألة رأي أو ذوق أو أننا نحبها أو لا نحبها تعجبنا أو لا تعجبنا، بل هي قضية مصير المنطقة العربية ككل لأنه مرتبط بهذا المصطلح وليس فقط مصير سورية، مع الانتباه إلى أن ما كان يجري خلال العقود الماضية كان يهدف لنسف هذا المصطلح كمفهوم من عقول المواطنين العرب والمجتمعات العربية بكل مكوناتها الغنية والمتنوعة.
لكل ما تقدم نجد أن السيد الرئيس دائماً وعبر كل خطاباته وكلماته وفي كل المناسبات يضع الأمور في نصابها الحقيقي لجهة توضيح المفاهيم والمصطلحات من خلال تقديم الفهم الصحيح لها وخاصة فيما يتعلق بالقضايا المصيرية.
حديث الناس- بقلم أمين التحرير- محمود ديبو