الانتماء والعروبة والمصير

في خطاب القسم الدستوري تحدث السيد الرئيس بشار الأسد عن قضية هامة أكد من خلالها أن العروبة بوصفها قضية مصيرية لا تلغي الانتماءات العرقية والمذهبية والدينية وغيرها لأبناء الوطن الواحد، لا بل هي لا تكون إلا بها، ذلك أن الانتماء أوسع من أن يحصر بعرق أو دين أو مذهب أو تاريخ ولغة أو مصلحة مشتركة، لأنه بالأساس هو حالة حضارية إنسانية يجتمع فيها كل ذلك لتتكون العروبة بمعناها الحضاري الجامع لكل أطياف المجتمع ومكوناته الحضارية المتصلة بالماضي والممتدة إلى الحاضر والمستقبل.
هو المفهوم الأعمق للعروبة التي تذوب فيها كل تلك المكونات الحضارية الإنسانية في مجتمع واحد متجانس متناغم يتوحد فيه الانتماء مع الحفاظ على الهوية مهما كان عنوان هذا المجتمع.
بهذا السياق دعا السيد الرئيس لفهم الانتماءات المتعددة والمتنوعة لمكونات المجتمع الواحد والتي تعزز وجوده وهو ما يجب أن نؤمن به ونرسخه، في مواجهة محاولات تقسيم الوطن الواحد إلى عدة أوطان انطلاقاً من هذه الانتماءات المتعددة والمتنوعة التي يعيش أبناؤها على أرض واحدة بانسجام وتناغم وتناسق تاريخي، فسورية عربية كعنوان لكن هذا لا يعني أن كل من فيها عربي، كما أن هذا لا يعني إلغاء أي مكون من مكوناتها، بل على العكس تماماً فإن غياب أي مكون يضعف هذه العروبة ويقلل من أهميتها وينقص من قيمتها.
من هذا الفهم الأعمق للعروبة خلص السيد الرئيس للقول بأنها ليست مسألة رأي أو ذوق أو أننا نحبها أو لا نحبها تعجبنا أو لا تعجبنا، بل هي قضية مصير المنطقة العربية ككل لأنه مرتبط بهذا المصطلح وليس فقط مصير سورية، مع الانتباه إلى أن ما كان يجري خلال العقود الماضية كان يهدف لنسف هذا المصطلح كمفهوم من عقول المواطنين العرب والمجتمعات العربية بكل مكوناتها الغنية والمتنوعة.
لكل ما تقدم نجد أن السيد الرئيس دائماً وعبر كل خطاباته وكلماته وفي كل المناسبات يضع الأمور في نصابها الحقيقي لجهة توضيح المفاهيم والمصطلحات من خلال تقديم الفهم الصحيح لها وخاصة فيما يتعلق بالقضايا المصيرية.

حديث الناس- بقلم أمين التحرير- محمود ديبو

آخر الأخبار
سوريا: التوغل الإسرائيلي في بيت جن انتهاك واضح للقانون الدولي محافظ درعا يحاور الإعلاميين حول الواقع الخدمي والاحتياجات الضرورية جامعة إدلب تحتفل بتخريج "دفعة التحرير" من كلية الاقتصاد وإدارة الأعمال وزارة الداخلية تُعلق على اقتحام الاحتلال لبيت جن: انتهاك للسيادة وتصعيد يهدد أمن المنطقة شريان طرطوس الحيوي.. بوابة سوريا الاستراتيجية عثمان لـ"الثورة": المزارع يقبض ثمن القمح وفق فاتورة تسعر بالدولار وتدفع بالليرة دور خدمي وعلاجي للعلوم الصحية يربط الجامعة بالمجتمع "التعليم العالي": جلسات تعويضية للطلاب للامتحانات العملية مكأفاة القمح.. ضمان للذهب الأصفر   مزارعون لـ"الثورة": تحفيز وتشجيع   وجاءت في الوقت المناسب ملايين السوريين في خطر..  نقص بالأمن الغذائي وارتفاع بتكاليف المعيشة وفجوة بين الدخول والاحتياجات من بوادر رفع العقوبات.. إبراهيم لـ"الثورة": انخفاض تكلفة الإنتاج الزراعي والحيواني وسط نمو مذهل للمصارف الإسلامية.. الكفة لمن ترجح..؟! استقطاب للزبائن وأريحية واسعة لجذب الودائع  إعادة افتتاح معبر البوكمال الحدودي مع العراق خلال أيام اجتماع تحضيري استعداداً للمؤتمر الدولي للاستثمار بدير الزور..  محور حيوي للتعافي وإعادة الإعمار الوط... حلم الأطفال ينهار تحت عبء أقساط التعليم بحلب  The New Arab : تنامي العلاقات الأمنية الخليجية الأميركية هل يؤثر على التفوق العسكري لإسرائيل؟ واشنطن تجلي بعض دبلوماسييها..هل تقود المفاوضات المتعثرة إلى حرب مع إيران؟ الدفاع التركية: هدفنا حماية وحدة أراضي سوريا والتعاون لمكافحة الإرهاب إيران.. بين التصعيد النووي والخوف من قبضة "كبح الزناد" وصول باخرة محملة بـ 8 آلاف طن قمح الى مرفأ طرطوس