الثورة أون لاين – فؤاد الوادي:
لطالما كان الوعي الوطني الحصن المنيع الذي يحمي الوطن من كل الحروب والأخطار والمؤامرات الخارجية التي تحاول ضربه بشتى السبل والوسائل، حيث يُسخر الأعداء لهذا الأمر كل الإمكانيات المادية واللوجستية والاستراتيجية، لأن من يربح الإنسان، يربح الأرض.
انطلاقاً من هذه الأهمية الكبيرة لمفهوم الوعي بشكل عام، لاسيما الوعي الوطني، فقد حاز هذا العنوان العريض على اهتمام كبير من السيد الرئيس بشار الأسد في كل أحاديثه وكلماته وخطاباته، خاصة خطاب القسم، حيث رأى فيه الرئيس الأسد الحصن المنيع الذي يحمي الوطن ويجعل من أبنائه كتلة متماسكة وحائط صد لكل السهام المسمومة التي تأتي من الخارج أو حتى من الداخل.
ليس هذا فحسب، بل إن الوعي الوطني قد يتجاوز بمفهومه التقليدي إلى ما هو أبعد من ذلك بكثير، لاسيما عندما يتحول إلى حالة فريدة واستثنائية في الدفاع عن الوطن ومواجهة الأعداء الذين كانوا يراهنون على أوهام وسراب، فإذا بهم يفاجؤون بما هو أكبر من كل الرهانات وأكبر من كل التوقعات، وإلى درجة الذهول والصدمة والدخول في مرحلة من المراجعة الاستراتيجية لكل أحداث سنوات الحرب الماضية.
فرادة واستثنائية الوعي عند السوريين خلال الأيام والأسابيع الماضية، تجسدت كحقيقة وواقع في مشهدين بارزين، الأول هو مشهد الانتخابات الرئاسية الذي لن يمحى من ذاكرة كل أطراف وقوى الاحتلال والعدوان والإرهاب، وأما الثاني فهو مشهد القسم الدستوري والخطاب الهام للرئيس الأسد الذي كان بمثابة انتصار كبير للدولة السورية وحلفائها وهزيمة جديدة لمنظومة الإرهاب بكل أطرافها وأذرعها.
لقد أدرك الشعب السوري حقيقة هامة جداً وفي التوقيت المناسب، وهي أن الوعي الوطني هو جزء لا يتجزأ من معركتنا مع الأعداء بل هو أحد أهم وأقوى أسلحتها على الإطلاق، لذلك هم نجحوا في هذا الاختبار وكانوا على قدر عال من المسؤولية والأمانة والنضج بما مكنهم من التصدي للحرب الإرهابية الشرسة التي نتعرض لها.
الوعي الوطني الذي يمتلكه شعبنا كان متميزاً واستثنائياً بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معنى، ويكفي لتأكيد وإثبات ذلك أن نستحضر بعضا من أحداث الماضي بتجاربه ودلالاته البالغة في التأثير والمعنى والفعل، لأن من شأن ذلك أن يحسم أي معركة مقبلة حتى قبل أن تبدأ، وبانتصار واضح لصالح الوعي الوطني الجمعي للسوريين، وبهزيمة مطلقة لكل محاولات واستهدافات العدو الذي لا يزال يجهد لتفكيك بنية وأركان هذا الوعي، مع ملاحظة أن تلك المحاولات المحمومة لم تُثبت فشلها فحسب، بل أعطت نتائج ومفاعيل عكسية كان أهمها ارتفاع منسوب الوعي الوطني لدى السوريين، لاسيما فيما يتعلق بحب الوطن والاستشراس أكثر وأكثر في الدفاع والذود عنه، ولعل الصمود الأسطوري للشعب السوري طيلة السنوات الماضية يعكس هذه الحقيقة ويؤكدها ويجزم بدوامها.