الثورة أون لاين – فاتن حسن عادله:
ربما هي بوادر باتجاه إغلاق مخيم الركبان الذي يسيطر عليه الاحتلال الأميركي ويتخذ من الأهالي المسجونين داخله دروعاً بشرية وأوراق ضغط على السوريين، وهو ما تشير إليه معلومات تفيد بأن مكتب الأمم المتحدة بدمشق أكد عدم المقدرة بعد الآن على إيصال المساعدات الإنسانية للأهالي المتواجدين فيه إلا حال خروجهم إلى المناطق التي تسيطر عليها الدولة السورية.
هذا ما نستخلصه من القرار الأخير في مجلس الأمن حول آلية تمديد المساعدات الإنسانية التي كثيراً ما حاولت أميركا وحلفاؤها إمساك ورقتها بأيديهم كي يستمروا بدعم الإرهاب.
فالقرار 2585 أدى لحصول ارتياح سياسي ودبلوماسي لسورية وحلفائها لأسباب عدة، وأهمها أنه حصر تلك المساعدات عن طريق الدولة السورية فقط، ما يعني قطع المساعدات عن الإرهابيين وحرمانهم منها، وثانياً خطوة باتجاه إغلاق المخيم بتفريغه وتفويت الحجة على المحتل الأميركي تمهيداً لإخراجه من الأرض السورية في قاعدة التنف بعدما حولها إلى قاعدة عسكرية لا شرعية له، وهذا ما يشكل معطى إضافياً باتجاه التقدم بمتابعة ملف مكافحة الإرهاب الإنساني والاقتصادي والسياسي وتحرير أراض سورية من دنس الإرهابيين والمرتزقة والمحتلين دون عمليات عسكرية لتكون خطوة أخرى متقدمة باتجاه الحل السياسي.
هذا ما يشير إلى مفاجآت وإنجازات عسكرية وسياسية وإنسانية قد تحملها الأيام القادمة خاصة وأن سورية بشرت بإرادتها بأن الأمل بالعمل، وجددت التأكيد بأن تحرير البلاد من الإرهابيين والمحتلين قادم لا محالة، وأنه لا مكان لمحتل أو عميل فيها.
وهذا ما يمهد أيضاً لإغلاق مخيمات أخرى كالهول مثلاً الذي تتخذه أميركا معسكراً إرهابياً لمرتزقتها ليكونوا تحت طلبها عند الحاجة.
دمشق بدأت بسحب آخر خيوط التآمر وقطع الطريق على استمرارية الحرب عليها، فمن نجح بالإبقاء على نصف معبر بدل من ثلاثة سيكون متمكناً من إغلاقه لاحقاً، بما يدل على قرب حدوث تغيرات ميدانية وتشكل معادلات قوة جديدة للدولة السورية بفضل المسار الصحيح لسياستها الحكيمة وإرادتها الصلبة وثبات مبادئها.
سورية تعمل بكل طاقتها، وهي قادرة على تجاوز ما تبقى من محاولات أميركية وغربية لعرقلة مشروعها الوطني، قادرة على ذلك من خلال ما تستمده من حقها المشروع في الدفاع عن شعبها وأرضها وسيادتها، ومواجهة أي عدوان خارجي يتربص بها.
مرحلة جديدة من العمل على إنهاء الوجود الأجنبي والإرهابي تحضر له سورية، وهو ما تؤكده معطيات الصمود السوري، والتفاف الشعب بمختلف انتماءاته الحزبية والسياسية خلف قيادته الحكيمة، وإلى جانب جيشه البطل، الذي لن يأل جهداً حتى تحرير كل شبر أرض ما زال يحتله الإرهابيون وداعموهم.