المنشد عبد القادر درعوزي لـ ” الثورة “: الإنشاد الديني غذاء للروح وتهذيب للنفس . – بلاد الشام حاضن أساسي للإنشاد الديني – الإنشاد الديني يدعو إلى حب الوطن
الثورة أون لاين – فؤاد العجيلي :
يعتبر الإنشاد الديني لوناً من ألوان الفنون الإسلامية ، والتي انتشرت في صدر العصر الإسلامي ، وكان منشدو بلاد الشام خير سفراء لبلدهم لأنهم حافظوا على قدسية وروحانية هذا الإنشاد .
وعلى هامش عيد رأس السنة الهجرية وفي حديثه لـ ” الثورة ” أوضح المنشد عبد القادر درعوزي أن هذا الفن بدأ في زمن النبيّ محمّد صلى الله عليه وسلم ، حيث مر النبي محمد خلال هجرته إلى المدينة المنورة بنسوةٍ كُن يمدحنه ويقلن : نحنُ نسوةٌ من بني النجار يا حبّذا محمّدٌ من جارِ .
وخلال وجوده في المدينة المنورة مدحه الشاعر حسان بن ثابت بقصيدة جاء فيها ” قيامي للعزيز علي فرض – وترك الفرض ماهو مستقيم / عجبت لمن له عقل وقلب – يرى هذا الجمال ولايقوم ” فوافقه الرسول عليه الصلاة والسلام على هذا الإنشاد .
وعن علاقة الإنشاد ببلاد الشام ” سورية ” أشار الدرعوزي إلى أنها حاضن أساسي لهذا الفن ، حيث بدأ هذا اللون منذ الفتوحات الإسلامية من خلال الأذان الذي بدأ المؤذنون يرتلونه ترتيلاً بصوت حسن وجذاب ، ثم انتقل إلى الأشعار الإسلامية المهذبة للروح والتي كتبها شعراء الصوفية إلى جانب القصائد التي تتغنى بحب النبي وآل البيت الطيبين الطاهرين .
وأضاف المنشد الدرعوزي أن الإنشاد ارتبط أيضاً بالمناسبات الدينية ” شهر رمضان – الحج – عيد الأضحى – عيد الفطر – المولد النبوي الشريف – الإسراء والمعراج – رأس السنة الهجرية ” إلى جانب مناسبات أسبوعية ” يوم الجمعة وليلة الجمعة ” فلكل منها طقوسه الخاصة بالإنشاد كلمات وألحان .
وأوضح الدرعوزي أنه في بداية القرن العشرين أصبح للإنشاد الديني أهمية كبرى، من خلال فرق الإنشاد التي أسسها كبار المنشدين حيث كانوا يحيون الليالي الرمضانية، والمناسبات الدينية ، وتطورت قوالب هذا الفن فأصبحت له أشكال متعددة وأسماء كثيرة تمجِّد الدين الحنيف، وتدعو لوحدة المسلمين، وتشجب الرذيلة، وتدعو إلى الفضيلة، وتمدح رسول الله (صلى الله عليه وسلم) .
وختم حديثه بأن الإنشاد الديني يدعو إلى حب الوطن ، حيث توجد قصيدة تقول كلماتها :
” إن في الجنة نهر من لبن – لعلي وحسين وحسن وخالد / وحماكم وحماكم وطني – ومن الإيمان حب للوطن ”
والجدير ذكره أن المنشد عبد القادر درعوزي من مواليد حلب ، بدأ حياته الفنية والإنشادية منذ كان صغيراً في الزوايا والتكايا ، كالزاوية الهلالية والبادنجكية على يد الأستاذ المنشد عبد القادر رديف ، ومن أساتذته ” صبري مدلل – حسن حفار – فؤاد خانطوماني ” ، أنشد الذكر وأصبح يدير حلقة ذكر بوجود أساتذة منهم المنشد مصطفى الطراب وغيره ، بعد أن تمكن من إنشاد الذكر بدأ يتعلم الموشحات والأدوار والقدود الحلبية ، أسس فرقة إنشادية باسم فرقة التراث في عام 1975، بدأ بإحياء الحفلات الكبيرة وأصبح منشداً لمديرية الأوقاف ومديرية السياحة ، شارك في العديد من المهرجانات ” قلعة حلب – بصرى الشام وغيرها من المهرجانات ” إضافة إلى الحفلات المركزية للأوقاف.
تصوير : أحمد حفار