ملتقى الكتّاب السوريين:  الثقافة تحمي الهوية وتمنح الشعوب أسباب التماسك والصمود

الثورة – رفاه الدروبي:

افتتح وزير الثقافة محمد ياسين الصالح “ملتقى الكتّاب السوريين” برعاية وزارة الثقافة، وبالتعاون مع اتحاد الكتاب العرب يتضمن برنامج الملتقى ندوات ثقافية، أمسيات شعرية وقصصية، ومناقشات حول قضايا تهمُّ الثقافة والكتابة السورية كي تتيح الفرصة للقاء نخبة من الكتّاب والمثقفين وتستمر فعالياته مدة ثلاثة أيام في المكتبة الوطنية بدمشق.
وزير الثقافة أشار إلى أنَّ الأزمنة المضطربة، يتوهم بعض الناس أن الثقافة ترفٌ يمكن تأجيله، أو زينة يمكن الاستغناء عنها لكن الحقيقة، المثبتة تاريخياً أنَّها أمنٌ سياديّ لا تحمي الهوية فحسب، بل تمنح الشعوب أسباباً للتماسك، وللصمود، وأبعاداً وجودية للمعنى، وإنْ المدافع عن وطنه يعي تاريخه، ويقرأ لغته، ويعرف من هو، ليس كمَنْ يُقاد من دون وعي أو جذور، لذا لا نحتاج الاقتباس من الخارج لنبرر أهمية الثقافة لأنَّ بلدنا علّم الدنيا كيف يُنقش الحرف، ويُقرأ الشعر، وتُكتب الموسيقا لإنَّنا أبناء أوغاريت، وورثة جداريات تدمر، وحَفَظَةُ تراتيل معلولا، وخطبة عمر بن عبد العزيز في الجامع الأموي لذلك فإنَّ الدفاع عن الثقافة دفاع عن سوريا نفسها.


وأكد على أنَّ وزارة الثقافة اليوم، لا تؤمن أن واجبها إقامة النشاطات فقط، بل أنَّ كل قصيدة تُكتب، ومعرض يُفتتح، وتمثال يُنحَت، وطفل يتعلم أن يحب القراءة، يعتبر لبنة في جدار الوطن، والدول تُهزم حين تُهزم ثقافياً، وتُولد من جديد حين ينهض كتابها ومفكروها وفنانوها من بين الركام من المنطلق ذاته نؤكد التزامنا بتمكين السوريين، نساءً ورجالاً، من مختلف فئاتهم حتى يشترك الشعب في صنع هوية ثقافية تحصّن أمنه القومي وتشد أواصر القربى بين كل المحافظات بشكل عابر للأديان والأعراق.
خاتماً حديثه بأنّ الثقافة السورية ليست إرثاً فحسب، بل مشروع وجود لما يتبقّى لنا حين تنكسر الجغرافيا، وما نواجه به النسيان حين يحاول طمسنا في كل لهجة، ورقصة، ونقشٍ حجري أو بيتِ شعرٍ بدوي، هناك سوريا تنجو وتتشكل هويتها لا بدّ من تكامل مع كل مؤسسات الدولة، مع الشكل والمضمون، لا بدّ أن يشعر السوريّ أن سوريا عادت بجبالها وغيومها، وبرجال أمن يدركون ثقافة “الأمن”، ومستشفيات تعلي قيمة الإنسان، وقوانين تضع نصب أعينها كرامة المواطن قبل كل شيء.
بدورة رئيس اتحاد الكتاب العرب الدكتور محمد طه عثمان لفت إلى أنَّنا نلتقي اليوم في لحظة فارقة، تثمر عن تعاون بين وزارة الثقافة واتحاد الكتاب العرب يستند إلى الإرادة الفعلية في ترميم العلاقة بين المثقف الحقيقي ومؤسسات بلده من الكلمة الحرة والمنصة اللائقة بها، والاحتفال بكتّاب حقيقيين، يجيدون كتابة الإنسان، لم يعلقوا أقلامهم على مشاجب السلطة والولاءات، بل عاشوها في جراح الناس وأحلامهم كما نحتفي لأول مرة، بعيداً عن زيف المظاهر وبريق الألقاب المستعارة، ومن احتكروا المشهد الثقافي دهوراً، بسلطة لا تشبه الثقافة في شيء، ولا تنتمي إلى الإبداع بروحه ومعناه منوهاً إلى أنَّ حرية التعبير ليست عطاء نمن به على المبدعين، لأنها بالأصل شرط وجودهم والعمل لرسم خطة طريق تقوم على العدالة الإبداعية، فمن يملك الموهبة، ويحمل الهم الوطني، وينتمي حقاً إلى البلد وأهله فالوطن ليس خريطة معلقة ولا شعاراً نردده، بل قصيدة تروى من شریان صاحبها كي لا تموت داعياً إلى أن نكون بقدر  الحلم ولنفتح نوافذ الإبداع على مصراعيها، لنعطرها بمسك الأقلام.
من جهته الأديب عمر الإدلبي بيَّن دور الثورة السورية في تغيير ملامح الخطاب الأدبي في القصة والرواية
فكانت حدثاً مفصلياً في التاريخ السوري الحديث، ومنعطفاً حاسماً في تشكيل السوريين وتكوينهم الاجتماعي والسياسي والفكري، وتركت آثارها على مفاصل الحياة كاملة، لتعيد التكوين على حد سواء، وامتدت آثارها في وجدان الناس، وطرق تفكيرهم وتغييرهم مظهرة الشروخ العميقة لمعاناة المجتمع منها حول مسائل القيم والأخلاق، فاتحة المجال لمناقشة المواضيع الكبرى المتعلقة بالهوية والانتماء والحرية والكرامة والعدالة وانعكاس التحولات ذاتها على الأدب، فلم يكن الأدباء بمعزل عن مجتمعهم والتغييرات الكبرى المارة بها، فاتخذوا من أدبهم مرآة تعكس الهم المجتمعي، وتوثق التاريخ، وتسجل لحظات الأمل والألم، وفق سياقات فنية وإنسانية، وتغير الأدب من خطاب جمالي إلى أداة مقاومة ومدونة توثيق ومساحة للتعبير وإبراز صوت الفرد والمجتمع في ظل العنف، ومديراً للحكاية للرد على السردية الرسمية.
كما أوضح أنَّه نتج عن سنوات الثورة ثروة أدبية منها ما كتبه أدباء قدماء خصوا سنوات الثورة بنتاجات سجلت تجارب مجتمعية وأخرى ذاتية، إضافة إلى ما أفرزته السنوات من جيل جديد من الكتاب والكاتبات من بدؤوا مسيرتهم بالرواية والقصة من رحم الثورة وأدبياتها، منوهاً إلى ميزات أدب الثورة حيث اتسم بسمات وملامح خاصة، جعلته يخرج عن المعتاد

بالأنماط الأدبية بالرواية والقصة، وتجلت
التغييرات بالمواضيع والشكل والوظيفة، وغيرها.. منها تحولات موضوعية وأسلوبية مقدماً نموذجين لأدباء منهم الروائية ابتسام تريسي، والأديب لؤي على خليل.

بدوره الدكتور راتب سكر تحدَّث عن فتح منافذ صغيرة تطلُّ على عوالم الشعر السوري في الشتات، مشيراً إلى أنَّ التسمية مصطلح يُطلق على القضية الفلسطينية، لذا علينا أن نفكَّ رموزها قليلاً، كوننا تعوَّدنا التكلُّم عنها.. وفي الأدب السوري علينا الوصول إلى عدد غير محدود من الأدباء المتوزِّعين على الأرض السورية وفي بلدان مختلفة، مع تحديد كيفية التعامل معهم من قبل المؤسسات الحكومية الرسمية بعد أن فُتحت الأبواب لتعامل جديد بدلاً من الاستغناء عنهم
ثم ذكر الدكتور سكر بأنَّ هناك صيغة من وزارة الثقافة واتحاد الكتَّاب العرب بألا يكونوا منسيين ومبعدين في المجالين الثقافي والاجتماعي، كي لا يُصاب الجميع بالدهشة نتيجة عدم الوصول إلى أدبهم رغم أنَّ وسائل التواصل الاجتماعي تُحقق ذلك بسرعة، لافتاً إلى أنَّه استطاع الوصول إلى بعضهم، وأنّ محاورة الأدب لأدباء يعيشون في بلاد مختلفة تُسمَّى المنافي يحتاج لإنجاحه إلى ثنائية تبدأ من الجهات الرسمية المسؤولة عن الملتقى، طارحاً ثلاث شخصيات أدبيَّة تتمثَّل بالشاعرين: “نوري الجرَّاح وفرج بيرقدار” حيث أصبح الأول نجماً على صعيدي الأدب والشعر في جامعة دمشق، بيد أنَّه كان السياسي الملاحق من النظام البائد واعتقل أكثر من مرة في تدمر وصيدنايا، فيما نظم بيرقدار قصائد وأصدر مجموعات شعرية نُشرت في لبنان وسوريا ثم مُنح جوائز من دول أوروبية؛ بعكس الدكتور موفق أبو طوق وهيثم قمباز اللذين لا نعلم عنهما شيئاً.
كما انتقل سكر بحديثه عن شعراء الجيل الجديد ومنهم: علاء الدين عبد المولى الفاقد شقيقيه في ثمانينيات القرن الماضي، والتلميذ النجيب محمد طه العثمان صاحب جائزة أفضل قصيدة على مستوى محافظة حماة في المرحلة الثانوية منُحت له من قبل الدكتور راتب سكر نفسه، كذلك نال الجائزة الأولى على مستوى سوريا بالقصيدة ذاتها.

آخر الأخبار
مليارا دولار سنوياً.. هدف الشركات الحكومية خلال ثلاث سنوات "اليونيسيف " تقدم خدمات صحية لمهجّري السويداء بداعل  "العودة إلى المدرسة" يستقبل زواره في مجمع طرطوس الاستهلاكي  الفوسفات تحت المجهر… توضيحات تحسم الجدل حول "يارا" تحسين الواقع الخدمي في ريف دمشق جامعة اللاذقية تطلق "وجهتك الأكاديمية" 10 ملايين دولار لتأهيل الطرقات في حلب يمنح الخريجين أملا أوسع إدراج معاهد حلب الصحية تحت " التعليم التقاني" الاستثمار الوطني .. خيار أكثر استدامة من المساعدات الشرع.. رؤية جديدة للعلاقات الدولية منصة إلكترونية.. هل يصبح المواطن شريكاً في مكافحة الفساد؟ بمشاركة سوريا.. اجتماع وزاري تحضيري للقمة العربية الإسلامية الطارئة بالدوحة انطلاق ملتقى "وجهتك الأكاديمية" في "ثقافي طرطوس" المنصة الإلكترونية.. تعزيز الرقابة المجتمعية في مكافحة الفساد لجنة بحجم "بلدية".. مشاريع خدمية متواصلة في كشكول "وجهتك الأكاديمية".. في جامعة حلب..مساعدة الطلاب لاختيار تخصصهم الجامعي الجفاف الشديد ينتشر في جميع أنحاء نصف الكرة الشمالي بين 3 و5 ملايين سنوياً.. أجور نقل الطلاب ترهق جيوب الأهالي "الغار الحلبي".. عبق التراث السوري اللجنة العليا تتوقع إجراء الانتخابات قبل نهاية أيلول الحالي