الثورة أون لاين – ريم صالح:
عند مفترق الهروب، يحتشد عملاء أميركا وأدواتها المأجورة، كل يبحث عن طوق نجاة، ويتوهم خاطئاً أن الأميركي الذي استثمر به وجنَّده قد ينجده، هذا ما حدث سابقاً في فيتنام، بل هذا ما نشاهده اليوم في أفغانستان.
ما نقوله ليس مجرد كلام، أو دعاية سياسية، وإنما هو حقيقة وثقتها العدسات، وتناقلتها وكالات الأنباء العالمية، كلنا رأينا كيف كان عملاء أميركا في أفغانستان يهرولون مسرعين، وقبلتهم المنشودة الطائرات الأميركية، لتنقذهم من مقصلة الشارع والشعب، يلهثون، ويلثهون، ولكنهم عادوا بخفي حنين.
فأميركا لن تأخذ معها إلا مواطنيها الأميركان، أما أولئك العملاء فما هم إلا أدوات رخيصة، تباع، وتشترى، وترمى أميركياً حال الانتهاء منها في أقرب مكب نفايات، ولا يهم ما هو مصيرها الذي ينتظرها، المهم أنها لم تعد تجدي نفعاً للأميركي، لذلك لا ضير إن تركت تواجه مصيرها بنفسها.
المشهد الذي رأيناه في أفغانستان يجعلنا نطرح سؤالاً جوهرياً، وهو ألم يعتبر عملاء نظام الإرهاب والبلطجة الأميركي في الميدان السوري، من “قسد”، ومن على شاكلتها مما حدث في أفغانستان؟!، ألم يتعظوا بعد ويأخذوا الدروس بأن لهم عمراً وصلاحية محددة، وبأن نهايتهم الرمي هم أيضاً، وبأن الخائن لوطنه، والعميل، والمرتهن لأعداء وطنه، ومن يساوم ويقامر على سيادة واستقلال بلده، فإن مصيره الحتمي معروف، وبأن كل رهاناته على الأميركي هي رهانات خاسرة.
لسنا نحن من نقول ذلك فحسب، وإنما التاريخ يؤكد كلامنا هذا، فلا يوجد سابقة شهدها التاريخ أخذ فيها الأميركي معه عملاءه على الأرض التي كان يحتلها، بل على العكس تماماً، لطالما كان ينظر إلى أولئك الخونة نظرة دونية، فهم من باعوا وطنهم من أجل حفنة من الدولارات، وفي العرف الأميركي فإن من باع وطنه وارتضى الذل والهوان لشعبه يمكن أن يبيع أي وطن آخر فهو لا خير فيه لا لنفسه ولا لأحد، وولاؤه فقط لمن يدفع أكثر.
الصورة التي رأيناها في المطارات الأفغانية حيث الطائرات الأميركية تحلق بهزيمتها عالياً، وتعلن إخفاقها في الفضاء، سنراها قريباً، حيث سنرى انفصاليي “قسد”، وإرهابييها، وكل إرهابيي الجحور والأنفاق في ماراثون الهروب الجماعي، وأصوات ندبهم، وصراخهم تعج في الأفق، يتوسلون الأميركي ليأخذهم معه فور اندحاره، فهم أدواته التي قدمت له كل فروض الطاعة والولاء على الأرض السورية، هم من قتلوا السوريين خدمة لأجنداته، وهم من سرقوا ونهبوا النفط والقمح السوري والآثار السورية فقط لأنه أمر بذلك، هم من دمروا المدن والبلدات التي احتلوها لتكريس واقع ديمغرافي جديد، يرضي مخططات الفوضى الأميركية، ومع ذلك سيتخلى عنهم سيدهم الأميركي، ولن يرف له جفن، أو يحزن ولو قليلاً، على المصير الذي ينتظرهم على ما اقترفوه بحق الشعب السوري من جرائم إرهابية، ووحشية، لا إنسانية، ولا أخلاقية، ولا قانونية، بل ولا منطقية بالأساس.
المكتوب يقرأ من عنوانه، وعلى الرسالة أن تصل إلى مسامع الأدوات الإرهابية الرخيصة في سورية، وفي كل مكان، نجم أميركا بدأ بالأفول، والنقاط حتماً ستوضع على الحروف، حيث لا مكان لمحتل أميركي، أو خائن، أو عميل، والأيام ستثبت كلامنا.